اجتماعي

اتجاهات المواطنة في العراق

المقدمة:

من استطلاع المركز وما تنشره وسائل الاعلام والحراك السياسي والاجتماعي الذي يزخر به الشارع العراقي وجدنا ان هناك ضعفا في الشعور بالمواطنة لدى المواطن العراقي وان لهذا المنحى اسباب, مختلفة وايضاً لها نتائج خطيرة على مستوى الولاء الوطني, والشعور بالوحدة الوطنية, لذا فأن موضوع الدراسة يتحرى الآتي:

  1. كيف يشعر المواطن العراقي الذي يتمتع بمستوى عالي من التعليم, بالمواطنة؟ وما دوافع ومسببات هذا الشعور.
  2. كيف يرى المبحوثين الاسباب التي تضعف عامل المواطنة لدى العراقيين؟
  3. ما هي أبرز الظواهر التي تؤدي الى ضعف المواطنة؟
  4. ما هو رأي العينة بأدوات ومناشط ترسيخ المواطنة في العراق؟

تلك الاسئلة وغيرها من مفاتيح الموضوع يرى المركز ان من المهم ان نصل بها الى اجابات واقعية وليست تصورية, لاننا نعتقد ان اعتقادات واحكام الشارع العراقي هي النابض والمقياس الحقيقي لواقعية خطورة الظواهر التي تعتري البلد, ومن الاخطاء الكبرى التي تؤشر على السياسيين في العراق التجاهل التام لقياسات الرأي العام واتجاهاته نحو الامور والشؤون العامة ومنها المواطنة, لذا نرى ان هذه الدراسة ما هي إلا رؤية كشفية واستطلاع أولي لما يحمله الشارع العراقي لموضوع المواطنة, والتي نراها كمركز من أخطر ما يهدد العراق في الوقت الراهن.

وقد تم استخدام استمارة استطلاع مكونة من (7) اسئلة ونحن نعتقد انها المناسبة لأهداف الدراسة ونستطيع بمؤشراتها ان نتلمس احساس واتجاهات المواطن العراقي نحو الكثير من المفاتيح السياسية والشؤون العامة, وعززت الاستمارة بغداد وضواحيها, مستهدفة قادة الرأي من المتعلمين تعليماً عالياً واصحاب التأثير والحراك الثقافي والفكري, كأساتذة الجامعات وإعلاميين وطلبة الجامعات وكبار الموظفين وبعض السياسيين, وبعد استرجاع الاستمارات تبين ان بعضها غير صالح للفرز العلمي بسبب عدم اكتمال الاستمارة أو بسبب ترك الاسئلة أو العبث بالاستطلاع ومن بين 1000 استمارة تم الاعتماد علمياً على (842) استمارة فقط وتم رفض الاخريات للأسباب المذكورة. استغرق العمل الميداني في توزيع الاستمارة والعد الالكتروني واليدوي ما يقرب الشهر(اعتبارا من 15/9/2011 ولغاية 15/10/2011) وتم توزيع الاستمارات بطريقة العينة العشوائية الطبقية بعد التأكد من شخصية المبحوث فيما يتعلق بمستوى التعليم والمهنة.

واما المناطق التي تم توزيع الاستمارات فيها هي:

بتعليمات الاستخدام, كما تم توزيع اكثر من (1000) استمارة على رقع جغرافية من مدينة بغداد وضواحيها, مستهدفة قادة الرأي من المتعلمين تعليما عالياً واصحاب التأثير والحراك الثقافي والفكري, كأساتذة الجامعات, واعلاميين وطلبة الجامعات وكبار الموظفين وبعض السياسيين, وبعد استرجاع الاستمارات تبين ان بعضها غير صالح للفرز العلمي بسبب عدم استكمال الاستمارة أو بسبب ترك اسئلة او العبث بالاستطلاع ومن بين (1000) استمارة  تم الاعتماد علميا على (842) استمارة فقط وتم رفض الاخريات للاسباب المذكورة.

استغرق العمل الميداني* في توزيع الاستمارات والعد الالكتروني واليدوي ما يقرب الشهر اعتباراً  من 15/9/2011 ولغاية 15/10/2011, وتم توزيع الاستمارات بطريقة العينة العشوائية الطبقية بعد التأكد من شخصية المبحوث فيما يتعلق بمستوى التعليم والمهنة, واما المناطق التي تم توزيع الاستمارات فيها فهي:

(الكاظمية , حي الرسالة , الاعظمية , شارع فلسطين , وزارة التخطيط , الامانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء, الشعلة, الجامعة المستنصرية / مجمع باب المعظم التعليمي / جامعة النهرين/الزعفرانية/حي الجهاد/مجلس النواب العراقي (النواب حصراً) / الغزالية / حي الجوادين / كلية التمريض…الخ.)

الاستنتاجات

  1. ان المواطنة شعور فطري ومكتسب تنعكس على ترسيخه عدة معطيات وعوامل منها طبيعة الحياة السياسية وشكل النظام السائد وسلوكه في المساواة الاجتماعية.
  2. المواطنة بناء تراكمي يتطلب التركيز عليه في الأفاق التربوية والشبابية وخاصة بعد المراحل الانتقالية الى الديمقراطية.
  3. من خلال الدراسة الميدانية نستنتج ان هناك ارتفاعا بشعور العراقيين نحو ضعف المواطنة على وفق مايجري من عوامل منها الفساد, وضعف السلطة المركزية, وتفشي الاتكالية واللامبالاة.
  4. اتضح من التحليل ان مفهوم السيادة الوطنية أعلى شعور تتطلع إليه العينة لترسيخ المواطنة ثم الالتزام بالنظام والقوانين والحفاظ على المال العام.
  5. ان ضعف المواطنة اسبابه الاساسية تتراوح بين القادة السياسيون والاحزاب المتنفذة وتراكم المشكلات وضعف مركزية الدولة.
  6. كان تفشي الفساد والمحاصصة السياسية وقوى الاحتلال وانتهاكاتها والتدخل الاقليمي ودول الجوار ابرز مسببات ضعف المواطنة في العراق… بحسب رأي العينة.
  7. الاتجاه السائد لدى العراقيين صعوبة بناء منظومة المواطنة في ظل عدم تغيير حقيقي في السلوك السياسي وحل الأزمات المتفاقمة.
  8. كان تفشي اللامبالاة بما يحصل وبرودة ردود الأفعال التي تطلق من قبل المسؤولين حول قضايا مصيرية من ابرز مؤشرات ضعف المواطنة (كما ورد من ذكر العينة) رد خروج الاحتلال, بناء إستراتيجية للتنمية…الخ
  9. كان رأي العينة بناء منظومة اعلامية جديدة تتبنى بناء وترسيخ المواطنة, ومن ثم تحقيق المساواة الاجتماعية والشروع بالتنمية والخدمات والتغيير الجذري لسلوك السياسيين والكتل إزاء مايجري في العراق.

 

التوصيات

  1. اعادة النظر بالخطاب الاعلامي وعلى وسائل الاعلام ان تتبنى خطابا يرسخ ويديم المواطنة والانتماء عبر منظومة برامج تأتي من خلال دراسات ميدانية ونفسية وسياسية يقوم بها خبراء في هذا المجال.
  2. يمكن العمل باسلوب الحملات قصيرة وطويلة الامد لترسيخ المواطنة واعادة الشعور بالانتماء والاهتمام للشؤون العامة وبالأخص لطلبة المدارس والجامعات.
  3. اقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات حول هذا الموضوع بالتنسيق مع المختصين, ويمكن اسهام كبار الشخصيات السياسية والدينية والثقافية, ليعجل بالتأثير ويسرعه.
  4. إطلاق نتائج الأبحاث على التي تحتضن هذا الموضوع وليطلع عليها السياسيون ورجال التربية وعلم الاجتماع, حتى يمكن تدارك تدهور هذا الشعور.
  5. الانجازات الفعلية كفيلة بإعادة هيكلة منظومة المواطنة، وبالاخص مايتعلق منها بالخدمات والمساواة الاجتماعية وتهيئة فرص العمل للجميع.
  6. الاستناد الى منظومة الموروث الديني والحضاري والتغني برموزه والتي اغلب مايحتاجه الجيل الجديد الذي ضاع في وسط تواتر الضخ الاعلامي والاتصالي الرقمي، والخشية من ضياع الهويه الوطنية والقيمية التي تجرفها رسائل وسائل الإعلام الوافد.
  7. اقامة مؤتمرات خاصة بهذا المنحى وتاليف الكتب والمنشورات والبوسترات التي تحمل وترسيخ المواطنة من خلال برنامج متكامل للضخ الاعلامي.
  8. على قادة الرأي الاجتماعي والسياسي ان يأخذوا دورهم في هذا المجال وان يضعوا العراق دولة منكوبة – اذا صح التعبير على مستوى الشعور بالمواطنة بأفقها العام والمتكامل .
  9. اعادة النظر ببعض (الحزبي والمناطقي والمذهبي) لان ذلك سيقسم العراق بالاتجاهات والثقافات والولاءات، على الرغم من وحدة الارض المفترضة.
  10. بناء خطاب اعلاني متواتر لتنمية المواطنة بشكل ايجابي.
  11. استثمار الطاقات الاعلامية وقوى وسائل الاعلام الوطنية في بناء برنامج وطني لتأكيد وتغذية الذات الثقافية والاسلامية .
  12. استثمار البنية التربوية كوادر وادارات في ترسيخ برنامج وطني لترسيخ المواطنة (وان كان معيبا وغريبا) لكن هناك واقع يحتم ذلك ونخشى ان الامور تتعقد وتصبح الحلول بعيدة المنال.
  13. اجراء المزيد من الابحاث والدراسات والرصد العلمي للمواطن في مناطق اخرى من العراق وعلى وفق الشرائح الاخرى كالأطفال وطلبة الجامعات , ليس فقط للرأي حول ما جاء في استطلاعنا ولكن يمكن قياس كم تحمل تلك الشرائح من هم المواطنة , وماذا يعني لهم الشأن العام (كالسيادة الوطنية , والتحرر من الاحتلال , والتاريخ , والبطولة ) فهناك اصطلاحات تغالطها وسائل الاعلام الوافدة وتخلط بين ماهو ايجابي وسلبي وعلينا ان نجري الابحاث لنتعرف على فرز المفاهيم .

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق