اعلاميسلايدر

مواقع التواصل الاجتماعي وجيوشها الالكترونية

المقدمة:

نحن نعيش اليوم عصر الاعلام الجديد, التي افرزته التطورات الكبيرة والتكنولوجية في وسائل الاتصال والاعلام الحديثة, لاسيما فيما يتعلق بالإنتاج النمطي للأجهزة الحديثة والرقمية المتعلقة بتلك الوسائل المتمثلة بأجهزة الحواسيب الصغيرة واللوحية, والاجيال المتقدمة من الهواتف المحمولة الذكية وارتباطها بثورة المعلومات وقد ساعدت الى حد كبير الى تعريف افراد الجمهور بالأحداث والمعلومات لحظة وقوعها اذ ليس على مستوى الاحداث العامة الجارية فقط ولكن الاحداث على المستوى  الشخصي ايضاً. ويشير الاعلام الجديد الى مجموعة تكنولوجيات الاتصال التي تولدت من التزاوج بين الكمبيوتر والوسائل التقليدية للاعلام  والطباعة والتصوير الفوتوغرافي والصوت والفيديو او هو الطرق الجديدة في الاتصال مع البيئة الرقمية بما يسمح للمجموعات الاصغر من الناس بإمكانية الالتقاء والتجمع على الانترنيت وتبادل المنافع والمعلومات وهي بيئة تسمح للأفراد والمجموعات بإسماع اصواتهم واصوات مجتمعاتهم الى العالم اجمع وقد اسهمت هذه التطورات في تحقيق مجموعة من المميزات التي تعد ابرز خصائص وسمات الاعلام الجديد التي اشار لها العالم (توفلر) كسمات تكنولوجيا الاتصال الحديثة المتمثلة بـ(التفاعلية وتقنية الجمهور اللاجماهيرية), والاتصال اللأتزامني , والقابلية للتحرك او الحركية , والفاعلية للتحويل , والقابلية للتوصيل , والشيوع والانتشار , والعالمية او الكونية , التأثير على المستفيدين , وظهور ظاهرة الطبيعة الاتصالية) التي اتاحت للأفراد امكانيات اتصالية غير متوفرة بالوسائل التقليدية (الصحف, الراديو, التلفزيون) ومن ابرزها القدرة على تبادل الادوار بين المرسل والمتلقي, فضلاً عن امكانية التعرف على رجع الصدى او ما يسمى (بالتغذية العكسية) للجمهور مباشرة او بعد وقت قصير.

و تُعدُّ مواقع التواصل الاجتماعي احدى اهم الظواهر التي ارتبطت بشكل وثيق في الاعلام الجديد نظراً للأعداد الكبيرة جداً التي تستخدم تلك المواقع بهدف التواصل والتعرف على المعلومات والاحداث والقضايا وتداعياتها التي تشغل الرأي العام لا سيما في المجتمعات التي ينتمون اليها لما لها من مزايا وخصائص لم توفرها لهم وسائل الاتصال والاعلام التقليدية.

وارتبطت ظاهرة الجيوش الالكترونية بمواقع التواصل الاجتماعي لما لها من انتشار واسع بين الاوساط الجماهيرية والشعبية ودورها التأثيري الكبير بين طبقات وشرائح المجتمع وفئاته كونه يغطي الموضوعات والقضايا المطروحة بـ(النص والصوت, والصورة) لا سيما عن طريق (وثائق ,اسانيد, افلام وثائقية, وصور) وكل ما يندرج تحتها من (اراء , مواقف, اتجاهات, تطورات, اعتقادات) من خلال (تعليقات, مشاركات, نشاطات, اعجابات, مشاعر وغيرها من الانشطة) المتعلقة بها.

الجيوش الالكترونية هم مجموعة من الافراد يعملون وفق اجندة خاصة لصالح شخصيات وجهات وكتل سياسية واحزاب  وجهات امنية او استخبارية عن طريق انشاء حسابات بأسماء وهمية ويتم ادارتها عبر كروبات لتشارك في النقاشات والحوارات ويدعمون افكار ومعلومات والترويج لها بهدف ايصالها الى المراتب الاولى لدى الجمهوراوالمجتمع, ولديهم القدرة على اختراق مواقع الكترونية لشخصيات ومؤسسات ودول, فقد ظهرت هذه الظاهرة بداية الامر في سوريا عام 2011 وانتشرت في كل ارجاء الاقليم والمنطقة.

وتسعى تلك الجيوش لاسيما اثناء الازمات والظروف غير الاعتيادية واثناء الانتخابات الى تسقيط الشخصيات والجهات بهدف رسم صورة سلبية لدى جمهور الاكثرية عبر الترويج الى احداث غير صحيحة ومفبركة مستندة الى صور وافلام ووثائق واسانيد قد تكون متجزئة ومعالجة تقنياً وفنياً كون هذه الانشطة تمثل اولوية لدى تلك الجيوش بهدف تحقيق غاياتها ومقاصدها.

وقد مرّ العراق بجملة من الازمات المتعاقبة لاسيما اثناء الانتخابات وقبلها وفي كثير من الاحداث كانت الجيوش الالكترونية اللاعب الفعلي في تحريك الشارع العراقي والرأي العام. وان ما تقوم به تلك الجيوش من نشاطات وافعال تؤثر بشكل سلبي في مشاعر وعواطف الناس وبالتالي تجعلهم يأخذون مواقف وافعال غير صحيحة وسلبية تجاه شخصيات وجهات ومؤسسات ومن ثمّ يسلكون سلوكيات غير منطقية في الحديث والافعال اليومية من الممكن ان تؤجج الاخرين لاتخاذ مواقف متشابهة وبالتالي تؤثر على السلوك الجمعي للمجتمع بشكل عام.

لذا بادر مركزنا (مركز الفيض العلمي لاستطلاع الرأي العام والدراسات المجتمعية) لتناول هذا الموضوع بكل ابعاده ومتغيراته عن طريق البحث والدراسة والتحليل المعمق بهدف الوصول الى ابرز النتائج التي تمثل مواقف واتجاهات النخبة العراقية الاكاديمية والمهنية. عبر اجراء استطلاع للرأي العام النوعي الموسوم بـ (مواقع التواصل الاجتماعي وجيوشها الالكترونية في ضوء آراء النخب العراقية الاكاديمية والمهنية) من (اساتذة واكاديميين, متخصصين, خبراء, نقابات مهنية, معنيين ومهنيين بالتخصصات الدقيقة كافة) وفق طريقة العينة غير الاحتمالية (القصدية) للوصول والكشف عن (آرائهم, مواقفهم, اتجاهاتهم) ازاء هذه الظاهرة او الموضوع . لعينة قوامها (1000) مفردة من الاناث والذكور وحسب اعمار (18) سنة فأكثر من محافظة بغداد تحديداً.

وازاء ما تقدم من مؤشرات وملاحظات علمية رصينة فأن الاستطلاع يهدف الى تحقيق مجموعة من الاهداف يمكن ادراجها على وفق الاتي:

1- معرفة آراء النخب العراقية ومواقفهم ازاء ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي والجيوش الالكترونية.

2- الكشف عن ابرز الاسباب التي تقف خلف انخراط الشباب بالعمل مع الجيوش الالكترونية.

3- التعرف على ابرز ارتباطات الجيوش الالكترونية.

4- الوصول الى ابرز انشطة وافعال الجيوش الالكترونية.

5- الكشف عن ابرز الموضوعات والمشكلات والظواهر التي ترتبط بظاهرة الجيوش الالكترونية.

6- تحديد ابرز اتجاهات النخبة العراقية ازاء مواقف مروا بها عند استخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما فيما يتعلق بالجيوش الالكترونية.

7- التقصي عن ابرز المواقف ازاء بعض الموضوعات التي تتعلق بممارسات الجيوش الالكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي.

8- الكشف عن ابرز الآراء والمواقف تجاه بعض العبارات التي تتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي وجيوشها الالكترونية.

قراءة في ابرز النتائج:

أشار (94,2%) من المبحوثين الى ان بعض الجهات بدأت تستغل مواقع التواصل الاجتماعي لبث الاشاعات والافكار والقضايا السلبية.

2 ـ يشعر (87,8%) من المبحوثين بوجود جماعات وافراد (الجيوش الالكترونية) في مواقع التواصل الاجتماعي, وجاءت بالمرتبة الأولى الفترة بين (2014ـ2017) وبنسبة (34,3%), وبالمرتبة الثانية (اثناء الانتخابات2014) وبنسبة (32,9%).

3 ـ حدد (35,9%) من المبحوثين سبب (الولاء الديني والسياسي) بالمرتبة الأولى كأحد الاسباب التي يعتقد المبحوثون انها تقف خلف انخراط الشباب بالعمل مع الجيوش الالكترونية, وبالمرتبة الثانية بسبب (الحالة المعيشية ـ فرص عمل) بواقع (29%).

4 ـ يعتقد (37%) من المبحوثين ان الجيوش الالكترونية مرتبطة بـ (كتل واحزاب سياسية داخلية ) بالمرتبة الأولى, وبالمرتبة الثانية (شخصيات عراقية مرتبطة بنظام صدام حسين) وبنسبة (19%), بالمرتبة الثالثة (اجهزة امنية ومخابراتية دولية) وبنسبة (13,4%).

5 ـ يشعر (91,9%) من المبحوثين ان الجيوش الالكترونية تمارس التسقيط السياسي ضد كيانات واحزاب وجهات وشخصيات سياسية وبمستويات ومديات متعددة.

6 ـ يعتقد (80,3%) من المبحوثين ان الجيوش الالكترونية استطاعت التلاعب بالاتجاهات  السياسية للمواطن العراقي وبمستويات ومديات مختلفة.

7 ـ اوضح (73%) من المبحوثين ان الجيوش الالكترونية تمكنت من تشكيل مجموعات رأي عام لاوجود لها على ارض الواقع.

8 ـ يتفق (71,2%) من المبحوثين وبمستويات مختلفة مع القول (ان تحريك الشارع العراقي بأي اتجاه سيكون بيد الجيوش الالكترونية).

9 ـ يشعر (84,7%) من المبحوثين وبمستويات متعددة ان الاشاعات التي تفبرك وتبث من قبل الجيوش الالكترونية تلقى القبول من قبل الجمهور.

10 ـ يعتقد (84,5%) من المبحوثين ان الجيوش الالكترونية تعمل على تخريب الاقتصاد العراقي بوسائل واساليب مختلفة.

11 ـ يشعر (73,1%) من المبحوثين ان هنالك حالات نصب واحتيال مالي حدثت من قبل الجيوش الالكترونية.

12 ـ لم يلاحظ (47,3%) من المبحوثين ان الجيوش الالكترونية تعمل للترويج الى مؤسسات وجهات اقتصادية مشبوهة.

13 ـ لاحظ (71,4%) من المبحوثين ان الجيوش الالكترونية تعمل عل تسويق الافكار المضادة للدين بأساليب متلونة.

14 ـ اطلع (92,9%) من المبحوثين على الآراء التي تبثها الجيوش الالكترونية التي تركز على مناقشة مجموعة من القضايا كالرموز الدينية وعقائد الدين الاسلامي واعتبروها (نقاشات هدامة وتسقيطية) بالمرتبة الأولى وبنسبة (73,3%), وبالمرتبة الثانية (نقاشات عقيمة وفارغة) وبنسبة (21,2%).

15 ـ يعتقد (75,5%) من المبحوثين ان ظاهرة الالحاد التي انتشرت مؤخراً جاءت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي والجيوش الالكترونية.

16 ـ يعتقد (59,2%) ان المشكلات الاجتماعية كالتفكك الاسري والطلاق سببه ماتبثه الجيوش الالكترونية, بينما لا يعتقد (40,8%) انها السبب في ذلك وبدرجات ومديات مختلفة.

17 ـ يتفق (63,5%) من المبحوثين مع القول (ان مواقع التواصل الاجتماعي وجيوشها الالكترونية أثرت بطبيعة الاواصر والروابط الاجتماعية العراقية).

18 ـ حدد (89%) من المبحوثين انهم قد سمعوا بعض قصص الانحراف الأخلاقي التي حدثت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي في العراق.

19- اوضح (77,8%) من المبحوثين انهم قد سمعوا وشاهدوا ثمة بعض النزاعات العشائرية نشبت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي والجيوش الالكترونية.

20- يعتقد (85,3%) من المبحوثين ان من ابرز اهداف الجيوش الالكترونية التي تسعى الى تحقيقها هو ضياع وقت الشباب وعدم استثماره.

21- يشعر (85,9%) من المبحوثين بأن التفكير الايجابي والانتاجي وفرص الانجاز بدأت تتضاءل بسبب الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي.

22- لاحظ (86,4%) من المبحوثين ان اعداداً من الطلبة رسبوا وتركو مدارسهم بسبب الادمان على المواقع التواصل الاجتماعي.

23- يعتقد (86,4%) من المبحوثين ان ثمة علاقة عكسية موجودة بين العلم والتعليم والتحصيل من جهة وبين الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي من جهة ثانية.

24- يتفق (88%) من المبحوثين وبمستويات متعددة مع القول (ان الاستقطاب والتجنيد الذي مارسه داعش كان يتم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي).

25- يعتقد (88,2%) من المبحوثين وبمستويات مختلفة ان الصدامات الالكترونية التي تحدث على مواقع التواصل الاجتماعي قد تؤدي الى صدامات حقيقة واقعية.

26- يتفق (93,1%) من المبحوثين بمديات متنوعة مع القول (ان الضحية الاكبر في مواقع التواصل الاجتماعي والجيوش الالكترونية هي الحقيقة).

27- يشعر (45,5%) من المبحوثين ان المستقبل السياسي والاجتماعي العراقي في ضل الحرب الالكترونية سوف يكون (مستقبل خطير), وبنسبة (45%) هو (مستقبل غامض).

28- يثق (90,9%) من المبحوثين بالأخبار والقصص التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وبمستويات مختلفة.

29– يثق (48,9%) من المبحوثين ويصدق بـ (مستوى متوسط) تجاه الاخبار المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي بالمرتبة الاولى, وبـ(مستوى منخفض) بنسبة (46,5%) بالمرتبة الثانية.

30– يقوم (88,4%) من المبحوثين بمشاركة الاخبار والقصص والفيديوهات التي تظهر لهم في مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما (لبعض ما يظهر لهم).

31– تصدرت الموضوعات الدينية وبنسبة (19,3%) المرتبة الاولى من اهتمامات المبحوثين للأخبار والقصص والفيديوهات التي يقومون بمشاركتها عبر صفحاتهم, وبالمرتبة الثانية (العلمية) بنسبة (16%), ثم (الاجتماعية) بنسبة (15,5%), ومن ثم (الترفيهية) بنسبة (13,2%).

32– اعتبر (49%) من المبحوثين ان الحملة الاعلامية التي اثيرت في مواقع التواصل الاجتماعي ضد بعض النساء المرشحات للانتخابات العراقية الاخيرة انها (حملة غير انسانية وغير اخلاقية), بينما اعّدها (36,8%) انها (حملة مرفوضة مطلقاً).

33 ـ حمل (27,5%) من المبحوثين المسؤولية في مواجهة خطر مواقع التواصل الاجتماعي وجيوشها الالكترونية (البرلمان والحكومة والقضاء العراقي), بينما حمل (19,7%) من المبحوثين (الاسرة والمواطن العراقي) تلك المسؤولية.

34 ـ يعتمد احيانأ (40%) من المبحوثين المعلومات التي تحصل عليها في مواقع التواصل الاجتماعي في نقاشاتهم وحواراتهم بالمرتبة الأولى, و(قليلاً) وبنسبة (25,1%) بالمرتبة الثانية, و(كثيراً) وبنسبة (23%) بالمرتبة الثالثة.

35 ـ يعتقد (82,7%) من المبحوثين ان مواقع التواصل الاجتماعي اسهمت في اظهار الحقائق لبعض الاحداث والمواقف وبمستويات مختلفة.

36 ـ يقوم (53,8%) من المبحوثين (بالتحري عن صدقية الموضوع) المطروح على مواقع التواصل الاجتماعي عبر التقصي عن حقيقة ومصداقية الخبر او القصة و الفيديو قبل الوثوق بمحتواه بالمرتبة الأولى, بينما بين (36,4%) انهم (قليلاً ما يتحرون عن صدقية الموضوع) بالمرتبة الثانية.

37 ـ يعتقد (47,7%) من المبحوثين ان حركة وفعاليات الجيوش الالكترونية تنشط (بالتزامن مع الانتخابات) بالمرتبة الأولى, و(بالتزامن مع الخلافات السياسية) وبنسبة (28,5%) بالمرتبة الثانية.

38 ـ يشعر (65,4%) من المبحوثين ان الناس بدأت تتعرف على حقيقة الاخبار والفيديوهات بشكل فوري وتكشف انها مفبركة بالمرتبة الأولى, وباختيار (لا) بالمرتبة الثانية وبنسبة (29,5%).

39 ـ اتفق اكثر من ثلثي المبحوثين مع جميع المواقف والعبارات التي ذكرت بشأن (البوستات, النشاطات) التي ترفعها الجيوش الالكترونية, التي تمثل (اساءة, جرائم نشر, اهانة, سب وشتم, جريمة الافشاء للمعلومات الخاصة بالدولة, التضليل الاعلامي, التحريض) واعتبروها بالمرتبة الأولى (موجودة بشكل علني وصريح) وبالمرتبة الثانية (موجودة بشكل ضمني وايحائي).

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق