تنبؤات واستشراف مستقبليسلايدر

تَنبؤاتُ العِراقيينَ وتَوقعاتُهم لِما بَعدَ عَامِ (2020) بشأنِ بَعْضِ القَضَايا والجهاتِ والشَّخْصياتِ في السَّاحةِ العِراقيةِ

المقدمة:

تمثل ظاهرة الرأي العام أحدى أهم وأبرز مظاهر السلوك الجمعي بين أوساط الجمهور والمجتمعات والتي ظهرت على نطاق واسع مع نشوء الدولة المدنية, ولقد حظيت تلك الظاهرة بإهتمام واسع وكبير من قبل الباحثين والمهتمين والمفكرين وعلى جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والشعبية, وعبر كل العصور والازمنة التي مرت على تاريخ البشرية ولجميع الناس سواءاً كانوا حكاماً أم محكومين, فضلاً عن أهميتها الاستراتيجية والحيوية اثناء السلم أو الحرب.

وتسعى الدولة المتقدمة سواءا كان نظامها رئاسي أو برلماني, رأسمالي أم اشتراكي, ديمقراطي أم دكتاتوري الى تعرُّف وقياس اتجاهات الرأي العام إزاء موضوعات وقضايا وأزمات وظواهر في كثير من المواقف التي يتهدد مصالحها وأمنها وسلامتها من أجل وضع بعض النتائج والملاحظات والمؤشرات لصانعي ومتخذي القرار, ومن ثم فأنه يوفر البدائل المختلفة لاتخاذ القرار الذي ينبع من رأي الاغلبية من الجماهير في وطنهم أو مجتمعهم الذي ينتمون اليه.

والرأي العام (ما يتفق عليه مجموعة معينة من الافراد كلها أو غالبيتها من رأي إزاء مشكلة معينة أو موضوع معين من الموضوعات الجدلية التي يحتمل وجهات نظر مختلفة, وبعبارة أخرى فهو ما يجول بفكر مجموعة معينة وما تشعر به نحو مسالة أو قضية معينة تؤثر عليهم ولهم فيها مصلحة, فالشخص الذي ليس لديه رأي في الموضوع لا يتأثر به ولن يشارك أو يسهم في الرأي العام حول الموضوع, حيث يدفعنا هذا الى القول ان الرأي العام هو تعبير جمعي لآراء أفراد متعددين يشكلون مجموعة من خلال أهدافهم وحاجاتهم وطموحاتهم وأفكارهم المشتركة).

ولم يتمتع الرأي العام من قبل بمثل هذه القوة التي يتمتع ويمتاز بها في الوقت الراهن, فظاهرة الرأي العام في عالمنا الحديث والمعاصر لا سيما بعد التطور الكبير والهائل في تكنولوجيا الأتصال والمعلومات جعل الافراد والجمهور يتابع كل مايجري من أحداث في العالم لحظة بلحظة, فضلاً عن انتشار المعاهد والمراكز البحثية والعلمية المستقلة والمتخصصة لقياس الرأي العام في الدول المتقدمة اسهم بشكل كبير في التعرف على آراء ومواقف واتجاهات الرأي العام في كثير من الموضوعات والذي يمثل بدرجة كبيرة وواضحة اهتمام الحكومات والمراكز البحثية في الوصول الى نتائج وملاحظات ومؤشرات للقضايا المثارة التي هي بالتأكيد تمثل رغبات وتطلعات وتفضيلات الجمهور في مختلف مناحي الحياة السياسية أو الاجتماعية أو المعاشية.

وتمثل البحوث والدراسات المستقبلية من وجهة نظر(الجمعية الدولية للدراسات المستقبلية) التي تعد الدراسة العلمية للمستقبل هي مجال معرفي أوسع من العلم لانه يستند الى أربعة عناصر رئيسة وهي:

  1. انها الطريقة العلمية التي تركز على دراسة الظواهر الخفية والتنبؤية.
  2. هذه الدراسات والبحوث أوسع من حدود العلم, كونها تتضمن المساهمات الفلسفية والفنية جنباً الى جنب مع الجهود العلمية.
  3. تتعامل تلك الدراسات والبحوث مع وجود فسحة واسعة من البدائل والخيارات الممكنة والمتاحة, وليس مع اسقاط مفردة محددة على المستقبل.
  4. انها تتعامل أو تتناول المستقبل لمدة زمنية تتراوح بين (5 سنوات الى 50 سنة).

وتكمن اهمية الدراسات المستقبلية والاستشرافية في مجالات الحياة المختلفة في سبعة مستويات, في انها تحاول ان ترسم خريطة واضحة ومتكاملة للمستقبل من خلال استقراء الاتجاهات الممتدة عبر الاجيال والأتجاهات المحتمل ظهورها في المستقبل القريب أو البعيد لا سيما في ظهور الاحداث المفاجئة والقوى الفاعلة والديناميكية المحركة للاحداث, ومن ثم تقوم ببلورة خيارات وبدائل ممكنة ومتاحة وتسهم في ترشيد عمليات المفاضلة بينها, عبر اخضاعها للدراسة والاختبار والفحص والتحليل, كما تساعد الدراسات المستقبلية والاستشرافية على التحقيق من شدة الازمات وتأثيرها وانعكاسها على المجتمع عن طريق التنبؤ بها قبل وقوعها ومن ثم التهيؤ لمواجهة تداعياتها, وهي تمثل بالدرجة الاساس مدخلاً مهماً ولا غنى عنه في تطوير التخطيط الاستراتيجي وكذلك التكتيكي القائم على الصور المستقبلية, ومن ثمَّ توفير سيناريوهات بديلة وابتكارية لتجاوز الاشكالات.

كما يرى المهتمون ان الاستشراف المستقبلي يصبح أكثر اهمية مما هو عليه في الوقت الراهن لا سيما من خلال قراءة التأشيرات المسقبلية المعقدة لتحديات مستقبلية ذات طابع جماعي وانعكاساتها المتوقع عليهم مثل (التهديد النووي,التغيرات المناخية وانعكاسها على الانسان, وغيرها من الظواهر الأخرى).

وتسهم الدراسات المستقبلية في ترشيد عمليات صنع القرار من خلال توفر مرجعيات مستقبلية لصنع واتخاذ القرار واقتراح البدائل والخيارات والطرق الممكنة لحل المشكلات, فضلاً عن انها تسهم في زيادة المشاركة الديمقراطية في صنع المستقبل وصياغة سيناريوهاته والتخطيط له بهدف السيطرة والتنظيم فالدراسات والبحوث المستقبلية مجال مفتوح لتخصصات متنوعة.

وازاء ما تقدم يأتي موضوع استطلاعنا الموسوم (تَنبؤاتُ العِراقيينَ وتَوقعاتُهم لِما بَعدَ عَامِ (2020) بشأنِ بَعْضِ القَضَايا والجهاتِ والشَّخْصياتِ في السَّاحةِ العِراقيةِ) لتحقيق مجموعة من الأهداف:

  1. تحديد اتجاهات الرأي العام بشأن بعض القضايا والجهات والشخصيات الفاعلة في الساحة العراقية.
  2. الوصول الى أبرز تنبؤات العراقيين إزاء العلاقات العراقية مع بعض الدول بعد عام (2020).
  3. الكشف عن أبرز الجهات (السياسية, الدينية, العرقية, الشعبية) التي يكون لها حضوراً أكبر وتأثيراً أقوى في الساحة العراقية (2020).
  4. تشخيص اهم التوقعات بصدد مستويات حضور بعض الشخصيات في الساحة العراقية.
  5. معرفة أبرز الاعتقادات بشأن مستقبل بعض القضايا والمشكلات والازمات.
  6. الوقوف على أهم التنبؤات بشأن مستويات الثقة لبعض الجهات والمؤسسات في الساحة العراقية.

وقد اجري هذا الاستطلاع على عينة من كبار السن من عمر (60 فأكثر) الساكنين في مركز مدينة بغداد وتم اختيار هذه العينة لإعتبارات عدة:

  1. الخبرة في مجالات الحياة كافة من خلال مشاهداتهم ومعاصرتهم للأحداث والتغيرات السياسية والاجتماعية التي حدثت في العراق خلال العقود المنصرمة.
  2. غالباً ما تكون اجابات كبار السن ومن هم بهذه الاعمار المتقدمة متروية وحيادية لانخفاض وانحسار الطموح والتطلعات لديهم.
  3. لديهم القدرة على قياس الامور وفق معطيات تنبع من عمق المعلومات والمعرفة المتوافرة لديهم.

طبق الاستطلاع من خلال توزيع (1000) استمارة على عينة البحث وبعد جمع الاستمارات تبين ان هناك (72) استمارة اهملت اجاباتها لوجود أكثر من اجابة على السؤال الواحد أو عدم اكتمال الاجابات أو الاخطاء غير المقصودة في الاجابة, وعليه تم قبول (928) استمارة صحيحة وهي التي خضعت فعلاً للتحليل بعد تصحيح اجاباتها وتفريغ بياناتها على البرامج الاحصائية المعتمدة في المركز.

 

قراءة في ابرز النتائج

  1. تصدرت القضايا (اسعار النفط , الخدمات , الاقتصاد , الهجرة من العراق, محاربة الارهاب والقضاء على داعش ) المراتب الاولى من تنبؤات المبحوثين واعتقاداتهم بشأن ابرز القضايا التي سوف تشغل اذهان العراقيين بعد عام (2020) التي تكون ضمن اولوياتهم وحسب النسب وعلى التوالي (22,95%,22,74%, 10,24%, 8,73%, 5,82%).
  2. تباينت مستويات توقعات المبحوثين بشأن ابرز القضايا التي تكون عندهم حاضرة بعد عام (2020) فكانت النسب الاعلى مستوى (ينخفض) لمعظم القضايا الواردة (التعليم عموماً في العراق  , الجريمة المنظمة عموماً في العراق , الخدمات عموماً في العراق, العمليات والتفجيرات الارهابية, اسعار النفط , هجرة العراقيين) وكانت النسبة الاعلى لكل من القضيتين (الجريمة المنظمة عموماً في العراق و الخدمات عموماً في العراق) بنسبة (38,5%) لكل منهما والنسبة الاقل لقضية (التعليم عموماً في العراق) بنسبة (26,2%) اما مستوى (يرتفع) فقد كانت النسبة الاعلى لقضية (الولادات وعدد السكان) بنسبة (32,2%).
  3. توقع المبحوثون ان حياة العراقيين بعد عام (2020) وفق المعطيات لمستوى ومعدلات القضايا الحاضرة في اذهانهم ستكون (اسوأ) مما عليه في الوقت الراهن بنسبة (49,4%) في حين اوضح (7,4%) من المبحوثين الى انها ستكون نفس ما عليه الآن اي (لا تغيير يذكر) واكد (2,3%) من المبحوثين انها ستكون (افضل) مما عليه الآن واشار (38,3%) انهم لايعلمون شيئاً عن كيف ستكون حياة العراقيين بعد عام (2020).
  4. تنبأ المبحوثون بأن مستوى العلاقات العراقية بعد عام (2020) سوف (تتحسن نحو الافضل) مع كل من (ايران – وروسيا) بنسبة (77,5%, 44,5%) على التوالي في حين توقعوا ان مستوى العلاقات العراقية سوف (تنحدر نحو الاسوأ) مع كل من (اميركا, السعودية) وبنسبة (33,9%, 33,4%) وعلى التوالي .
  5. اكد (75,6%) من المبحوثين انهم (لايعلمون) شيئاً عن شكل ونوع نظام الحكم في العراق بعد عام (2020) , في حين اوضح (18,6%) من المبحوثين انه يبقى على ما هو عليه الآن اي (لا تغيير يذكر) كما اشار (4,5%) من المبحوثين الى ان شكل ونوع نظام الحكم في العراق سوف (يتغير) بعد عام (2020).
  6. تصدرت الجهات (الحشد الشعبي, الاحزاب السياسية , الكورد, المرجعية الدينية, القوات المسلحة العراقية) المراتب الاولى من توقعات المبحوثين بشأن ابرز الجهات (السياسية , الدينية, العرقية ,الاجتماعية , الشعبية) التي يكون لها حضور اكبر وتأثير اقوى على الساحة العراقية بعد عام (2020) وبحسب النسبة وعلى التوالي (28,45%, 22,63%, 11,21%, 9,70%, 7,65%).
  7. أوضح (84,7%) من المبحوثين ان مستقبل تقسيم العراق سوف يتحقق بعد عام (2020).
  8. أشار(39,2%) من المبحوثين ان مستقبل اقامة الاقاليم المقترحة بشكل عام (لن يتحقق) بعد عام (2020).
  9. 9- حدد (36,6%) من المبحوثين ان مستقبل تحرير الموصل سوف (لن يتحقق بالمستقبل القريب أو بعد عام (2020).
  10. 10- توقع المبحوثون ان مستقبل تفكك (التحالف الشيعي, التحالف السني , التحالف الكوردي) سوف (لا يتحقق) في المستقبل القريب او بعد عام (2020) وحسب النسب وعلى التوالي (43,9%- 45,5%- 40,1%).
  11. 11- تنبأ المبحوثون ان مستقبل عودة النازحين سوف(يتحقق) بنسبة ( 36,7%) في المستقبل القريب او بعد عام (2020).
  12. 12- يعتقد المبحوثون وبنسبة (41,9%) ان مستقبل عودة العراقيين المهاجرين الى العراق سوف (يتحقق) بعد عام (2020).
  13. 13- اكد (45%) من المبحوثين ان مستقبل دخول الحشد الشعبي للعملية السياسية الجارية في العراق سوف (يتحقق) بعد عام (2020).
  14. 14- أوضح (96,5%) من المبحوثين ان مستقبل الكهرباء في العراق سوف يتحسن نحو الأفضل في المستقبل القريب أو بعد عام (2020).
  15. 15- اكد (46,4%) من المبحوثين ان مستقبل مكافحة الفساد المالي والإداري في العراق سيبقى على ما هو عليه الآن أي (لا تغيير يذكر) في حين أشار (38,4%) الى انه سوف (ينحدر نحو الأسوأ) بعد عام (2020).
  16. 16- اوضح (39,4%) من المبحوثين ان مستقبل الاستقرار السياسي بشكل عام في العراق بعد عام 2020 سوف (ينحدر نحو الأسوء), في حين اكد (39%) ان الوضع سوف يبقى على ماهو عليه الان أي (لاتغيير يذكر).
  17. يتوقع (38,8%) من المبحوثين ان مستقبل ازامة السكن في العراق بعد عام (2020) سوف تبقى على ما عليه الآن أي (تغيير يذكر) في حين أكد (37,4%) انه (يتحسن نحو الافضل).
  18. تنبأ (34,1%) من المبحوثين ان مستقبل (الاستثمار الاجنبي في قطاع الصحة واستحداث المستشفيات المخصصة) بعد عام (2020) سوف يبقى على ما هو عليه الآن أي (لاتغيير يذكر) في حين أكد (32,2%) الى انه (ينحدر نحو الاسوء).
  19. يعتقد (32%) ان مستقبل الحالة المعاشية والاقتصادية للفرد العراقي بعد عام (2020) ستبقى على ماهي عليه الآن أي (لاتغيير يذكر) في حين أوضح (28,4%) من المبحوثين أنها (تنحدر نحو الاسوء).
  20. أكد (29,4%) من المبحوثين ان مستقبل بناء الوحدات السكنية في العراق بعد عام (2020) سوف (يتحسن نحو الافضل) وبنفس النسبة أيضاً اشاروا الى انها (تنحدر نحو الاسوء).
  21. تنبأ (34,3%) من المبحوثين ان مستقبل تصدير النفط العراقي بعد عام (2020) سوف يبقى على ما هو علية الان اي (لا تغيير يذكر), حين اكد (27,3%) انه (ينحدر نحو الاسوء).
  22. يتوقع (35,7%) من المحبوثين ان مستقبل مستويات البطالة في العراق بعد عام (2020) سوف تبقى ضمن المستويات الحالية فيما أوضح (34,4%) انه (يتحسن نحو الافضل).
  23. يعتقد (62%) ان مستقبل مستويات الثقة بالعشائر العراقية بعد عام (2020) سوف تبقى على ما هي عليه الآن اي (لا تغيير يذكر) في حين اكد (31%) من المبحوثين انها (تقل الثقة) .
  24. تنبأ (45,2%) من المبحوثين ان مستقبل مستويات الثقة بوسائل الاعلام العراقي بعد عام (2020) سوف تبقى ضمن المستويات الحالية اي ( لاتغيير يذكر) في حين يعتقد (36,9%) منهم انها (تتحسن نحو الافضل).
  25. اوضح (46,2%) ان مستقبل مستويات الثقة بالاجهزة الامنية العراقية بعد عام (2020) سوف (تزداد الثقة) بهم في حين اشار (40%) انها تبقى بنفس المستوى اي (لا تغيير يذكر) .
  26. يتوقع (48,6%) من المبحوثين ان مستقبل مستويات الثقة بالكتل السياسية الحالية بعد عام (2020) سوف تبقى بنفس المستويات الحالية اي (لاتغيير يذكر).
  27. يعتقد (46,3%) من المبحوثين ان مستقبل الثقة بمجلس النواب بعد عام (2020) سوف (تزداد الثقة) في حين اكد (38,5%) انها ستبقى بنفس المستويات الحالية اي (لاتغيير يذكر).
  28. اوضح قرابة (60%) من المبحوثين ان مستقبل مستويات الثقة بفصائل المقاومة الاسلامية سوف (تزداد) بعد عام (2020). 

     

     

     

     

     

     

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق