وَسَائِلُ التَواصُلِ الاجْتِمَاعِي وَخَطَرُ الانْتِحَارِ بَيْنَ الشَّبَابِ


بقلم: د. ليزاه جايكوكس

         د. إريكر مورفي

          د. جوليال زهر

          د. جينل بيرسون

          د. شيلي أفينيفولي

ترجمة وتحرير: خيال عباس علي

جامعة بغداد- كلية التربية للبنات- قسم اللغة الإنكليزية

 

 

الملخص

يشعر الشباب، والآباء، والمربون، وواضعو السياسات بالقلق بشأن العلاقة المحتملة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والآثار السلبية على الصحة النفسية، بما في ذلك خطر التفكير والسلوك الانتحاري.
الملاحظات: تُظهر الأبحاث الحالية علاقات معقدة ومتناقضة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وخطر الانتحار، أحد العوامل الأساسية التي تُعيق توضيح هذه العلاقات هو نقص المعلومات المتوفرة حول العوامل السياقية المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تركز معظم الأبحاث فقط على عدد الساعات أو مقدار التفاعل، وعلى الرغم من وجود ارتباطات واضحة بين بعض أنواع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وخطر الانتحار، إلا أن هناك أيضًا العديد من الفرص لتقليل هذا الخطر من خلال وسائل التواصل نفسها، وتُشكل عدة مشكلات منهجية وقياسية تحديًا أمام إجراء الأبحاث، وقد بدأ الباحثون مؤخرًا فقط في استكشاف كيفية تفاعل عوامل الخطر المحددة مع القابلية الفردية للتأثر، وكيف يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز رفاهية الشباب، وما إذا كانت استراتيجيات التخفيف مفيدة، وتحت أي ظروف يمكن أن تكون كذلك.

وفي الاستنتاجات تُحدد هذه النظرة العامة الفجوات البحثية والتحديات المنهجية التي يجب معالجتها لتوجيه استراتيجيات التدخل والسياسات المستقبلية ذات الصلة بالشباب وخطر الانتحار.

* National Institute of Mental Health (NIMH), part of the National Institutes of Health (NIH) in the United States. JAMA Network Open-October 1, 2024, Volume 7, Issue 10.

 

 

المقدمة

تشير الدراسات الوبائية إلى أن معدل الانتحار بين الشباب في تزايد، فقد ارتفعت معدلات الوفاة بالانتحار بين الأطفال واليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين (10-24) عامًا بنسبة 62%، من لكل 100,000 شخص في عام 2007 إلى (11) لكل 100,000 شخص في عام 2021 (1) ، وعلى الرغم من أن الأرقام التقديرية لعام 2022 تُظهر انخفاضًا طفيفًا في المعدلات لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (10-14) عامًا، والمراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين (15-24) عامًا(2)، وقد صاحبت هذه المعدلات زيادة مستمرة في تقارير التفكير والسلوك الانتحاري خلال الفترة من 2013 إلى 2023، بحسب أحد أهم مسوح المراقبة الصحية بين طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة، وهو “استطلاع سلوك مخاطر الشباب.(3) (Youth Risk Behavior Survey)

على سبيل المثال، في عام 2023، أبلغَ عدد أكبر من الشباب بشكل ملحوظ عن وضع خطة للانتحار خلال السنة السابقة (16%) مقارنة بنسبة 14% في عام 2011، كما زادت محاولات الانتحار من 8% إلى 9% خلال الفترة من 2013 إلى 2023.

وفي عام 2023، كان الأفراد من الإناث ومن مجتمع الميم (المثليات، المثليون، مزدوجو الميول، المتحولون جنسيًا، الكوير، غير الثنائيين أو غير الممتثلين جندريًا، وغيرهم) أكثر عرضة للخطر من الذكور في كل نوع من أنواع السلوك الانتحاري التي تم قياسها.

تشير بعض التكهّنات إلى أن من العوامل التي تسهم في زيادة خطر الانتحار التطور السريع للتكنولوجيا وتوسّع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب خلال هذه الفترة، وفي الآونة الأخيرة، صدرت دعوات من الجراح العام في الولايات المتحدة  ومنظمات مهنية أخرى (8) لفهم أفضل لتأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الرقمية على الصحة النفسية ونمو الأطفال، وتحث هذه الدعوات صناعة التكنولوجيا والباحثين والممارسين الصحيين والمعلمين وصناع السياسات على تحديد سبل تقليل المخاطر، وزيادة الأمان، والإفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية في دعم الصحة النفسية.

تُظهر نتائج الأبحاث حول العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسية نتائج متباينة، إذ توصّلَتْ دراسة توافُقية أجراها الأكاديميون الوطنيون للعلوم والهندسة والطب (NASEM) إلى وجود أدلة تشير إلى أضرار محتملة كما أشارت أيضًا إلى فوائد محتملة بالنسبة للشباب (12)، تشمل الأضرار المحتملة المقارنات الاجتماعية غير الصحية، وإزاحة الأنشطة الصحية مثل النوم، والتأثير السلبي على تطور القدرة على التحكم في الانتباه، في المقابل، تتضمن الفوائد القدرة على التواصل مع الأصدقاء والأسرة، والعثور على الدعم، والتعلّم واكتساب المهارات (12) ، ويُبرز التقرير تعقيد هذه العلاقات، والحاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم الآليات التي قد تُسهم من خلالها وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة خطر الإصابة بمشكلات الصحة النفسية لدى الشباب، بما في ذلك الأفكار والسلوكات الانتحارية، أو كيف يمكن استغلالها لتقليل هذه المخاطر.

في هذا العرض، نسلّط الضوء على الحالة الراهنة للأبحاث المتعلقة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة خطر الانتحار، إلى جانب الفوائد المحتملة لهذه الوسائل، ونُشير إلى التحديات المنهجية التي أعاقت الفهم الدقيق للآليات المحددة المرتبطة بالمخاطر وطرائق الحد منها، كما نصف الجهود المبذولة لدعم هذا النوع من الأبحاث.

نركّز على فئة المراهقين والبالغين الشباب، لأن أغلب الأدلة التجريبية الحالية تأتي من هذه الفئة العمرية، رغم أن الأبحاث حول الأطفال الأصغر سنًا والبالغين ما تزال ضرورية، ونهدف إلى تسليط الضوء على الفجوات الحالية في المعرفة، والتي، عند سدّها، ستُتيح لنا اتخاذ قرارات أكثر كفاءة وفاعلية بشأن كيفية تخصيص الموارد لخلق بيئة رقمية آمنة وداعمة.

نُعرِّف وسائل التواصل الاجتماعي على أنها (نوع فرعي من التكنولوجيا والوسائط الرقمية)، ويتماشى هذا التعريف مع التوصيات الصحية الصادرة عن الجرّاح العام في الولايات المتحدة، حيث عرّف وسائل التواصل الاجتماعي بأنها “قنوات قائمة على الإنترنت تتيح للمستخدمين التفاعل بشكل انتهازي وتقديم أنفسهم بطريقة انتقائية، إما في الوقت الفعلي أو بشكل غير متزامن، مع جماهير واسعة أو محدودة تستمد قيمة من المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون ومن إدراك وجود تفاعل مع الآخرين(9).

وتشمل وسائل التواصل الاجتماعي هنا مجموعة متنوعة من الوسائط (مثل المنصات، والرسائل النصية، والألعاب، والدردشات، ومقاطع الفيديو) عبر أجهزة مختلفة (مثل الهواتف، وأجهزة الكمبيوتر، وأنظمة الألعاب التي تتضمن تفاعلات اجتماعية)، وتشمل كلًا من الاستخدام السلبي والنشط من خلال أنشطة اجتماعية وغير اجتماعية.(10)

ونُعرِّف السلوك الانتحاري ليشمل التفكير في الانتحار، والنية بالانتحار، ومحاولات الانتحار، والموت انتحارًا، على الرغم من أن بعض الأبحاث المذكورة تتضمن أيضًا إيذاء النفس غير المرتبط بالانتحار.

النتائج
التحديات المنهجية الرئيسة: توجد تحديات منهجية مهمة في دراسة العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي وخطر الانتحار بين الشباب.

أولاً: تتغير تكنولوجيا وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة (11)، وتتجاوز هذه التغيرات جهود البحث العلمي، لذلك، يجب تصميم الأبحاث لفهم كيف تؤثر ميزات مختلفة في منصات التواصل الاجتماعي على سلوك الشباب وخطرهم، مما يتيح تعميم النتائج على البيئة الرقمية المتغيرة.

ثانيًا: أنماط الاستخدام ليست ثابتة وقد تتغير على المستوى الفردي، على سبيل المثال، قد يلجأ الأشخاص الذين يعانون من ضغوط أو مشكلات نفسية إلى وسائل التواصل الاجتماعي ويزيدون من استخدامها، لذا فهناك حاجة إلى بيانات طولية دقيقة لفهم هذه العلاقة وتوضيح العوامل التي تسهم في زيادة الخطر.

ثالثًا: تطرح القضايا الأخلاقية المتعلقة بخصوصية الشباب والبحث في الأفكار والسلوكات الانتحارية تحديات لتصميم الدراسات، بما في ذلك كيفية التعامل مع موافقة الوالدين وسلامة المشاركين في الدراسات التي تعتمد على التجنيد عبر الإنترنت.

رابعًا: خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي، التي تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم وزيادة التفاعل، تخلق تجربة فريدة وشخصية لكل مستخدم، فالوصول إلى بيانات المحتوى ومقاييس التفاعل أمر حيوي لفهم العلاقة بين سلوكات وسائل التواصل الاجتماعي والخطر، لكن حتى الآن لا يمتلك الباحثون الوصول إلى هذه الخوارزميات أو البيانات اللازمة لدراستها.

ولمعالجة هذه المشكلة، دعا تقرير الإجماع الصادر عن الأكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب (NASEM)  في الكونغرس إلى إلزام شركات التكنولوجيا بتوفير البيانات لأغراض البحث العلمي (12) .

 

التحديات المنهجية الرئيسة

  • التغير السريع في التكنولوجيا وأنماط الاستخدام على مستوى السكان والفرد.

  • القضايا الأخلاقية وخصوصية المستخدمين.

  • الخوارزميات التي تضمن تجارب شخصية، لكن البيانات حول تجربة المستخدم محدودة.

  • الحسابات المجهولة والمتعددة.

  • مشكلات القياس المتعلقة بكل من خطر الانتحار واستخدام وسائل التواصل الاجتماع.

حتى مع تحسّن الوصول إلى البيانات، هناك عدة مشكلات في القياس يمكن أن تعيق تقدم البحث في هذا المجال، فالاستخدام للحسابات المجهولة أو المتعددة يحد من تفسير النتائج وقد يخفي أنماط استخدام إشكالية بشكل خاص، وتمتد مشكلات القياس أيضًا إلى مفاهيم خطر الانتحار نفسها، فالتقييم لخطر الانتحار يختلف بين الدراسات التجريبية، حيث تجمع بعض الدراسات نتائج الانتحار (الأفكار الانتحارية مع السلوكات) بسبب قلة عدد محاولات الانتحار، كما في دراسة نمو الإدراك الدماغي للمراهقين (ABCD)، بينما تركز دراسات أخرى على جوانب محددة من السلوك الانتحاري (مثل الأفكار الانتحارية، وإيذاء النفس غير الانتحاري، والتخطيط أو المحاولة، والأفكار والسلوكات الانتحارية، أو الوفاة بسبب الانتحار)، مما يجعل من الصعب مقارنة العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والسلوك الانتحاري عبر الدراسات المختلفة.

لم يُحدد المجال بعد مجموعة من المؤشرات والقياسات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تكون ذات صلة بالخطر السريري، فعلى سبيل المثال، يمكن قياس معلومات مهمة تتعلق بالصحة النفسية للشباب والسلوك الانتحاري عبر مجالات متعددة في وسائل التواصل الاجتماعي، مثل المحتوى الدلالي، وتعبيرات الوجه في المحتوى المرئي، وسلوكات طلب المساعدة، واستخدام الرموز التعبيرية، وسلوكات التفاعل (مثل الإعجابات والمشاركات)، أو الاستشعار السلبي للحركات الجسدية والجغرافية، كما أن المفاهيم التي يمكن ملاحظتها على وسائل التواصل الاجتماعي والتي قد تكون مؤشرات مبكرة لسلوكات الانتحار، مثل أنماط استخدام الكلمات واللغة (مثل دراسة كوبيرسميث وآخرين(14) وزيادة مشاهدة المحتوى المرتبط بإيذاء النفس والصور المرتبطة بالموت (مثل دراسة سوسي وآخرين(15)، تحتاج إلى مزيد من التطوير لفهم مسارات الخطر بشكل أفضل، لاسيما بين مجموعات الشباب ذات الخلفيات الثقافية أو الهُوية المختلفة (كالأطفال قبل سن المراهقة).

وباختصار، يجب حل مشكلات القياس لفهم أفضل للعلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والسلوك الانتحاري لدى الشباب، وكذلك لتحديد المؤشرات التي قد تكون توقعية لخطر الانتحار.

 

 

العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي وخطر الانتحار

القليل معروف عن الآليات التي من خلالها قد تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على خطر الانتحار، ركزت الدراسات المبكرة على مدة استخدام الشاشات، وعلى الرغم من أن مراجعة منهجية عام 2019 (16) ، أظهرت وجود ارتباط بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي أو الإنترنت ومحاولات الانتحار، فإن دراستين من بين تسع دراسات مراجعة أظهرتا أن خطر الانتحار كان أقل بين الشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي مقارنةً بمن لا يستخدمونها على الإطلاق.

وأظهرت مراجعة ثانية تناولت الوقت الذي يقضيه الشباب في مواقع تحتوي على محتوى انتحاري (مثل مواقع إيذاء النفس والمنتديات) أدلة متباينة حول وجود علاقة بين زيادة الوقت ومحاولات إيذاء النفس أو الانتحار.(17)

وباستخدام بيانات مستقبلية، تشير نتائج دراسة نمو الإدراك الدماغي للمراهقين (ABCD) إلى أن الوقت الذي أبلغ عنه المشاركون باستخدام الشاشة (بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، والرسائل النصية، ومشاهدة الفيديوهات، والألعاب) كان مرتبطًا بشكل إيجابي مع خطر الانتحار المجمع (الأفكار الانتحارية، التخطيط، والمحاولات) بعد عامين(13).

ترجع النتائج المتباينة على الأرجح إلى عوامل متعددة، منها التفاوت في كيفية قياس مدة استخدام الشاشة، والأهم من ذلك، أن هذا القياس البسيط لسلوك وسائل التواصل الاجتماعي لا يعكس الفروقات الفردية في نوعية المحتوى الذي يتعرض له الشباب، أو دوافعهم، أو تجاربهم الاجتماعية، أو الخصائص التفاعلية والخوارزمية المختلفة للمنصات التي قد تسهم في زيادة أو تقليل خطر الأفكار والسلوكات الانتحارية، تشمل الروابط الاجتماعية التي تنشأ عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنواعًا متعددة (روابط وثيقة، روابط ضعيفة، غرباء)؛ وتُعد الشبكات الاجتماعية عاملًا يؤثر في خطر الانتحار، كما يُنظر إليها كهدف محتمل للوقاية.(18)

هناك فرضيتان تكميليتان تفسران كيفية ارتباط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بنتائج الصحة النفسية لدى الشباب.

الفرضية الأولى: تفترض أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تعمل كمُكبر للمخاطر المعروفة للانتحار بين الشباب، مثل اضطرابات النوم أو الأرق، الضيق النفسي، الاكتئاب، اليأس، الانسحاب أو العزلة الاجتماعية، الضغوط الاجتماعية، التنمر، والتعرض لسلوكات انتحارية من نماذج يحتذى بها.

يمكن أن تتفاعل هذه العلاقة مع عوامل خطر فردية أكثر ثباتًا مثل الجنس، العمر، الهُوية الجندرية، التوجه الجنسي، السلوك الانتحاري السابق، والتجارب السلبية السابقة، وقد دعمت دراسة عام 2024 (21) هذه الفرضية، حيث وُجد أن التمييز العنصري عبر الإنترنت كان مرتبطًا بالأفكار الانتحارية بين المراهقين السود، وكانت هذه العلاقة متمثلة بالكامل في أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

الفرضية الثانية: هي ان وسائل التواصل الاجتماعي قد تعرض الافراد الى تحديات جديدة لم تكن مألوفة بشكل شائع قبل عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتميز وسائل التواصل الاجتكاعي بخصائص تختلف عن التفاعلات الشخصية المباشرة، بما في ذلك “الديمومة، الوصول الواسع للعامة، وأي من هذه العوامل قد يُسهم في زيادة تأثير التفاعلات السلبية”.

على سبيل المثال، لقد تم ربط التعرض للتنمر الالكتروني بإيذاء النفس والسلوك الانتحاري لدى الشباب في عدة دراسات، وقد يُفاقم الانتشار السريع للمعلومات من خلال تسهيل ما يُعرف بـ “تجمعات الانتحار” (والتي تُعرَف على أنها عدد من الحالات يفوق المتوقع ضمن مجموعة من الاشخاص خلال فترة زمني قريبة (25) بعد أن يموت شخص ما بالانتحار (مثال:swedo  واخرون) (26).

وقد تؤدي سهولة الوصول الى محتوى ضار محتمل مثل المواد التي تُروج او تُقدم تعليمات عن إيذاء النفس، إلى تفاقم الانتحار، وهنالك تقارير قصصية عن مخاطر مرتبطة بتحديات فيروسية (منتشرة) فريدة من نوعها في سائل التواصل الاجتماعي.

 

الفرص والعوامل المعدلة للخطر عبر وسائل التواصل الاجتماعي

لفهم العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي وخطر الانتحار بشكل أوضح، نحتاج إلى المزيد من الأبحاث حول العوامل المعدلة والمخففة المحتملة التي بدأت تظهر:

 أولاً: تمتلك وسائل التواصل الاجتماعي إمكانات كأداة لتقليل خطر الانتحار وتنفيذ استراتيجيات الوقاية،
وتوفر مواقع التواصل الاجتماعي فرصًا للتواصل الاجتماعي والشعور بالانتماء، وهما عاملان معروفان يعززان القدرة على الصمود لدى الشباب(30)، كما يتيح التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي للشباب إمكانية بناء علاقات اجتماعية إيجابية وتكوين مجتمع اجتماعي عبر الإنترنت(33)، لاسيما للأفراد القلقين أو المنسحبين أو الشباب المهمشين مثل الشباب المتحولين جنسياً أو غير الثنائيين.

ثانيًا: تتيح وسائل التواصل الاجتماعي فرصًا للتعرّف على الشباب المعرضين للخطر بشكل أسرع.

 

على المستوى الفردي، يتم استخدام استراتيجيات جديدة للكشف الحسابي للتنبؤ بمن هم الأكثر عرضة للخطر في الوقت الفعلي، وذلك استنادًا إلى سلوكاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وأما على المستوى المجتمعي، فإن تقنيات “التنبؤ الفوري” (nowcasting) لمعدلات الانتحار، باستخدام أشكال متعددة من البيانات عبر الإنترنت، بما في ذلك منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تساعد في تحديد التجمعات المجتمعية ذات المخاطر المرتفعة على أساس أسبوعي، بدلاً من انتظار صدور البيانات الرسمية (37)، وقد بدأت بعض المدارس مؤخرًا في استخدام هذه الأدوات لرصد الطلاب الذين يُظهرون أنماطًا من استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى زيادة خطر تعرضهم لمشاكل نفسية أو انتحارية، من أجل التدخل المبكر(38) .

طريقة أخرى للتقليل من الأضرار المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي هي تحسين طريقة استخدامها وتقديمها، تُطوّر استراتيجيات للتخفيف من هذه الأضرار على جانبَي المستخدم والتكنولوجيا، فمن جانب المستخدم، هناك جهود لتحسين الوعي باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل ما يقوم به “مركز التميز لوسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسية للشباب (39)، إذا كانت هذه الجهود فاعلة، فقد تساعد كلًا من الشباب والآباء على فهم المخاطر المحتملة والتفكير في استخدام صحي وآمن للتكنولوجيا.

من جانب مزوّدي وسائل التواصل الاجتماعي، فإن شركات التكنولوجيا ومطوري التطبيقات لهم دور في زيادة أو تقليل المخاطر، كما عبّر عن ذلك الجراح العام الأمريكي والبيت الأبيض .
على سبيل المثال، توفر خدمة الطوارئ والانتحار 988 تعليمات حول كيفية إزالة المحتوى الضار المحتمل من مختلف منصات التواصل الاجتماعي(41)   .

ومع ذلك، لم تُقيَّم هذه الاستراتيجيات بعد من حيث مدى قابليتها للتطبيق، أو مدى قبولها، أو تأثيرها الفعلي، وهناك حاجة إلى أدلة لتطوير وتحسين الإرشادات والتوصيات التي تنتشر حاليًا استجابةً لتحذير الجراح العام.

وأخيرًا، يمكن للمراهقين أن يتلقّوا معلومات مفيدة وتدخّلات علاجية عبر منصات التواصل الاجتماعي، من خلال الخوارزميات والمحتوى المقترح الذي يسلّط الضوء على أنواع المساعدة المتوفرة وكيفية طلبها، وتلعب منصات التواصل الاجتماعي، وطريقة تقديم المحتوى، والتواصل عبر الإنترنت دورًا بارزًا في التدخلات الصحية الرقمية التي تستهدف المراهقين المحرومين المعرضين للخطر، ولكي نتمكّن من تحديد وقياس الطرائق التي يمكن أن تسهم بها وسائل التواصل الاجتماعي في تقليل المخاطر وتقديم فوائد وقائية، نحتاج إلى بيانات أكثر تفصيلًا عن نوعية استخدام وسائل التواصل، مثل المحتوى، والعوامل السياقية، والنية من الاستخدام، إلى جانب مدة الوقت الذي يُقضى على الإنترنت.

إن البحث في هذه العوامل وكيفية تفاعلها مع نقاط الضعف والمرونة الخاصة بكل فرد يمكن أن يقود إلى استراتيجيات محددة مع تطور هذا المجال مستقبلًا.

 

ملخص الفجوات البحثية

قياس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الأبحاث التجريبية الحالية ركّز في الغالب على مقدار الوقت الذي يُقضى على هذه المنصات، لكننا بحاجة إلى معلومات أكثر دقة وتفصيلًا لتطوير فهمنا حول أضرار وفوائد هذا الاستخدام، ولتوجيه السياسات نحو تعزيز الأمان وتقليل المخاطر، فضلا عن ذلك، لا يزال من غير الواضح أي جوانب من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تُعدّ الأكثر ارتباطًا بخطر الانتحار، وإن وصفًا أفضل لأنماط الاستخدام، ودوافع الشباب ومقاصدهم، وتحليل المحتوى، سيساعد على دفع هذا المجال إلى الأمام، علاوة على ذلك، نحن بحاجة إلى فهم أعمق لكيفية تفاعل أنماط الاستخدام مع العمر والنمو، ومع نقاط الضعف والمصادر الشخصية للمرونة النفسية، والدعم من الأقران والأسرة، والحالة النفسية، ومستوى الوعي الرقمي، فعلى سبيل المثال، لا تزال هناك قلة في الأبحاث التي تركز على الفئات السريرية (مثل أولئك الذين يعانون من اضطرابات نفسية)، والذين قد يواجهون مخاطر مختلفة عن الفئات المجتمعية العامة (46)، وهناك حاجة إلى بيانات أكثر دقة وتفصيلًا لتحديد العوامل التي يمكن استخدامها في الوقاية والتدخل.

هناك أيضًا فهم محدود جدًا للعوامل التي قد تُخفف أو تُعدّل العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وخطر الانتحار، فإذا كان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر على السلوك الانتحاري من خلال تأثيره على الصحة النفسية أو النوم، فإن ذلك يعني أنه يمكن فعل المزيد لتطبيق استراتيجيات تدخل قائمة على الأدلة لمعالجة هذه المشكلات -بما في ذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي نفسها- توجد حاليًا استراتيجيات للحد من الأضرار وتوصيات موجهة إلى الآباء وشركات التكنولوجيا والشباب، لكنها تحتاج إلى اختبار فعلي للتأكد من أنها تُحسّن بالفعل تجربة الشباب، وتعزز الصحة النفسية، وتمنع الأذى، وبالمثل، نحتاج إلى فهم ما إذا كانت تقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يسبب آثارًا سلبية، وكيف يمكن أن يحدث ذلك.

علاوة على ذلك، هناك إمكانات كبيرة لتوسيع نطاق التدخلات الرقمية في مجال الصحة النفسية لتسهيل الوصول إلى رعاية وقائية من الانتحار، من خلال:

  • تعزيز اكتساب المهارات والسيطرة على استراتيجيات التدخل.

  • تحسين الالتزام ببروتوكولات العلاج.

  • وتوفير تقييم أكثر تكرارًا للحالة النفسية .(47)

وبمجرد أن تصبح هذه التدخلات الرقمية مدعومة بأدلة علمية، يجب اختبار استمرارية فوائدها ضمن أنظمة العمل الفعلية، بما في ذلك الممارسات والإجراءات المتعلقة بالتوثيق والفوترة.

ما الذي تفعله المعاهد الوطنية للصحة لسد هذه الفجوات؟

بهدف تعزيز فهمنا لهذا الارتباط المعقد، دعمت المعاهد الوطنية للصحة (NIH) عدة ورش عمل مؤخراً لتوضيح الحالة الحالية، كما دعت إلى تقديم طلبات بحثية لتحفيز أبحاث جديدة في هذا المجال، فقد استضاف مكتب البحوث السلوكية والاجتماعية في NIH ورشة عمل بعنوان “فهم ومعالجة تأثيرات التحرش والإساءة عبر الإنترنت” في كانون الاول 2023، واستضاف كل من المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية (NICHD)  والمعهد الوطني للصحة النفسية (NIMH) ورشة عمل بعنوان “تأثير التكنولوجيا والوسائط الرقمية على نمو الطفل والمراهق وصحته النفسية” في نيسان 2024، وقد دعا NIMH إلى تقديم طلبات تمويل، مثل RFA-MH-24-180   و RFA- MH-24-181)) لدراسات تستخدم أساليب دقيقة لتقييم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتستعين بمجموعات استشارية من الشباب، وتدرس الآليات التي من خلالها قد تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على النتائج النفسية، ومن الجدير بالذكر أن هذه الدعوات البحثية (RFAs) ركزت بشكل خاص على ضرورة فهم التأثير المتبادل بين استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي وصحتهم النفسية، كما يدعم NICHD أيضاً أبحاثاً تدرس كيف يؤثر التعرض للوسائط الرقمية على مختلف جوانب نمو الطفل مثل .(RFA-HD-22-009)

تعاونت المعاهد الوطنية للصحة (NIH) أيضًا مع شركاء فيدراليين لإعداد تقرير يتضمن توصيات لتحسين صحة وسلامة الشباب على الإنترنت، على وجه التحديد، قامت فرقة عمل “صحة وسلامة الأطفال على الإنترنت” التي نظمتها إدارة خدمات إساءة استخدام المواد والصحة النفسية (SAMSHA) بجمع سلسلة من التوصيات لحماية الصحة النفسية، والسلامة، والخصوصية للشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الإلكترونية، فضلا عن تحديد مجالات تحتاج إلى المزيد من البحث في المستقبل.(48)

تدعم المعاهد الوطنية للصحة (NIH) مجموعة متنوعة من المشاريع المتعلقة بالإعلام الرقمي والصحة العامة، فضلا عن مشاريع تركز بشكل خاص على الانتحار، كما يقوم المعهد الوطني للصحة النفسية (NIMH)  بتمويل أعمال تتعلق بالتدخلات الصحية الرقمية، حيث استضاف ورشة عمل بعنوان “التدخلات الصحية الرقمية” في يوليو 2022، ويدعم أبحاثًا حول الوقاية من الانتحار رقميًا للمراهقين الذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني، كما يمول NIMH دراسات يُستخدم فيها المراقبة السلبية لبيانات الهواتف الذكية إلى جانب معلومات يتم الإبلاغ عنها ذاتيًا حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تطوير مؤشرات للتنبؤ بخطر التفكير والسلوك الانتحاري لدى المراهقين، من المحتمل أن تسلط هذه الأبحاث الضوء على بعض الفجوات التي تم ذكرها في هذا العرض.

الاستنتاجات

يُعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من تفاعلات الشباب وعلاقاتهم مع الأقران، ونظرًا للمخاوف بشأن تأثيرها على الشباب، هناك حاجة واضحة إلى مزيد من الأبحاث لفهم المخاطر والفوائد المحتملة، على وجه التحديد، نحن بحاجة إلى تحسين أساليب قياس سلوكات الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديد المسارات والآليات التي تزيد من خطر الانتحار، وكذلك تلك التي تقلل هذا الخطر من حيث العوامل الفردية وعوامل التعرض.

تطوير استراتيجيات جديدة لتقليل المخاطر، من الضروري اختبارها لمعرفة ما إذا كانت فاعلة، وعندما تكون فاعلة، والتأكد من أنها لا تؤدي عن غير قصد إلى زيادة الخطر، وفي ظل هذا المشهد الرقمي المتطور بسرعة، سيكون من الصعب معالجة كل مسار جديد محتمل يزيد من خطر الانتحار لدى الشباب.

إن فهم الصورة العامة لكيفية إسهام أنماط الاستخدام والتعرض للمحتوى في زيادة هذا الخطر يمكن أن يساعد السياسات واللوائح والمجتمع في التصدي لهذه المخاطر بشكل أفضل داخل البيئة الرقمية، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا إيجابيًا في توفير المعلومات، والدعم الاجتماعي، وتعزيز الشعور بالانتماء لدى الشباب، ويمكن الإفادة منها لتعزيز الصحة النفسية من خلال التقدم الرقمي والتكنولوجي.

هناك حاجة ماسة إلى المزيد من العمل لاختبار هذه الاستراتيجيات ونشرها، ولتنفيذ البحوث الضرورية التي يمكن أن توجه الممارسات والسياسات، ووفقًا لتوصيات تقرير NASEM الأخير، هناك حاجة إلى مزيد من الشفافية ومشاركة البيانات من قبل منصات التواصل الاجتماعي لتمكين الباحثين من إجراء دراسات جديدة .(12)

المصادر

 

  1. Curtin  SC, Garnett  MF. Suicide and homicide death rates among youth and young adults aged 10–24: United States, 2001–2021. National Center for Health Statistics Data Brief, no 471. June 2023. Accessed June 19, 2024. https://www.cdc.gov/nchs/data/databriefs/db471.pdf

  2. Curtin  SC, Garnett  MF, Ahmad  FB. Provisional estimates of suicide by demographic characteristics: United States, 2022. NVSS Vital Statistics Rapid Release, report No. 34. November 2023. Accessed June 19, 2024. https://stacks.cdc.gov/view/cdc/135466

  3. Centers for Disease Control and Prevention. Youth risk behavior surveillance data summary & trends report: 2013–2023. Updated August 6, 2024. Accessed June 19, 2024. https://www.cdc.gov/yrbs/dstr/index.html

  4. Coyne  SM, Hurst  JL, Dyer  WJ,  et al.  Suicide risk in emerging adulthood: associations with screen time over 10 years.   J Youth Adolesc. 2021;50(12):2324-2338. doi:10.1007/s10964-020-01389-6PubMedGoogle ScholarCrossref

  5. Twenge  JM, Martin  GN, Campbell  WK.  Decreases in psychological well-being among American adolescents after 2012 and links to screen time during the rise of smartphone technology.   Emotion. 2018;18(6):765-780. doi:10.1037/emo0000403PubMedGoogle ScholarCrossref

  6. Office of the Surgeon General. Social Media and Youth Mental Health: The US Surgeon General’s Advisory. Last updated June 17, 2024. Accessed May 20, 2024. https://www.hhs.gov/surgeongeneral/priorities/youth-mental-health/social-media/index.html

  7. Office of the Surgeon General. Protecting youth mental health: the US Surgeon General’s advisory. Published 2021. Accessed May 20, 2024. https://www.hhs.gov/sites/default/files/surgeon-general-youth-mental-health-advisory.pdf

  8. American Psychological Association. Health Advisory on Social Media Use in Adolescence. May 2023. Accessed May 20, 2024. https://www.apa.org/topics/social-media-internet/health-advisory-adolescent-social-media-use

  9. Carr  CT, Hayes  RA.  Social media: defining, developing, and divining.   Atl J Commun. 2015;23(1):46-65. doi:10.1080/15456870.2015.972282Google ScholarCrossref

  10. Dienlin  T, Johannes  N.  The impact of digital technology use on adolescent well-being.   Dialogues Clin Neurosci. 2020;22(2):135-142. doi:10.31887/DCNS.2020.22.2/tdienlinPubMedGoogle ScholarCrossref

  11. Anderson  M, Faverio  M, Gottfried  J. Teens, social media and technology 2023. Pew Research Center. December 11, 2023. Accessed May 20, 2024. https://www.pewresearch.org/wp-content/uploads/sites/20/2023/12/PI_2023.12.11-Teens-Social-Media-Tech_FINAL.pdf

  12. Galea  S, Buckley  GJ, eds.  Social media and adolescent mental health: A consensus report of the National Academies of Sciences, Engineering, and Medicine. Vol 3. The National Academies Press; 2024. doi:10.17226/27396

  13. Chu  J, Ganson  KT, Baker  FC,  et al.  Screen time and suicidal behaviors among U.S. children 9-11 years old: a prospective cohort study.   Prev Med. 2023;169:107452. doi:10.1016/j.ypmed.2023.107452PubMedGoogle ScholarCrossref

  14. Coppersmith  G, Leary  R, Crutchley  P, Fine  A.  Natural language processing of social media as screening for suicide risk.   Biomed Inform Insights. Published online August 27, 2018. doi:10.1177/1178222618792860PubMedGoogle ScholarCrossref

  15. Susi  K, Glover-Ford  F, Stewart  A, Knowles Bevis  R, Hawton  K.  Research review: viewing self-harm images on the internet and social media platforms: systematic review of the impact and associated psychological mechanisms.   J Child Psychol Psychiatry. 2023;64(8):1115-1139. doi:10.1111/jcpp.13754PubMedGoogle ScholarCrossref

  16. Sedgwick  R, Epstein  S, Dutta  R, Ougrin  D.  Social media, internet use and suicide attempts in adolescents.   Curr Opin Psychiatry. 2019;32(6):534-541. doi:10.1097/YCO.0000000000000547PubMedGoogle ScholarCrossref

  17. Marchant  A, Hawton  K, Stewart  A,  et al.  A systematic review of the relationship between internet use, self-harm and suicidal behaviour in young people: the good, the bad and the unknown.   PLoS One. 2017;12(8):e0181722.doi:10.1371/journal.pone.0181722PubMedGoogle ScholarCrossref

  18. Cero  I, De Choudhury  M, Wyman  PA.  Social network structure as a suicide prevention target.   Soc Psychiatry Psychiatr Epidemiol. 2024;59(3):555-564. doi:10.1007/s00127-023-02521-0PubMedGoogle ScholarCrossref

  19. Kelly  Y, Zilanawala  A, Booker  C, Sacker  A.  Social media use and adolescent mental health: findings from the UK Millennium Cohort Study.   EClinicalMedicine. 2019;6:59-68. doi:10.1016/j.eclinm.2018.12.005PubMedGoogle ScholarCrossref

  20. Carter  B, Rees  P, Hale  L, Bhattacharjee  D, Paradkar  M.  Association between portable screen-based media device access or use and sleep outcomes: a systematic review and meta-analysis.   JAMA Pediatr. 2016;170(12):1202-1208. doi:10.1001/jamapediatrics.2016.2341 ArticlePubMedGoogle ScholarCrossref

  21. Tynes  BM, Maxie-Moreman  A, Hoang  TH, Willis  HA, English  D.  Online racial discrimination, suicidal ideation, and traumatic stress in a national sample of Black adolescents.   JAMA Psychiatry. 2024;81(3):312-316. doi:10.1001/jamapsychiatry.2023.4961 ArticlePubMedGoogle ScholarCrossref

  22. Dorol-Beauroy-Eustache  O, Mishara  BL.  Systematic review of risk and protective factors for suicidal and self-harm behaviors among children and adolescents involved with cyberbullying.   Prev Med. 2021;152(Pt 1):106684. doi:10.1016/j.ypmed.2021.106684PubMedGoogle ScholarCrossref

  23. John  A, Glendenning  AC, Marchant  A,  et al.  Self-harm, suicidal behaviours, and cyberbullying in children and young people: systematic review.   J Med Internet Res. 2018;20(4):e129. doi:10.2196/jmir.9044PubMedGoogle ScholarCrossref

  24. Mantey  DS, Yockey  RA, Springer  AE.  Digital screen time and suicidality during high school: how important is cyberbullying? A mediation analysis using the youth risk behavioral surveillance survey, 2011-2019.   Prev Med. 2023;166:107330. doi:10.1016/j.ypmed.2022.107330PubMedGoogle ScholarCrossref

  25. Centers for Disease Control and Prevention. How to Report a Suicide-Related Cluster or Get Assistance. Updated July 29, 2024. Accessed May 20, 2024. https://www.cdc.gov/suicide/resources/suicide-clusters.html

  26. Swedo  EA, Beauregard  JL, de Fijter  S,  et al.  Associations between social media and suicidal behaviors during a youth suicide cluster in Ohio.   J Adolesc Health. 2021;68(2):308-316. doi:10.1016/j.jadohealth.2020.05.049PubMedGoogle ScholarCrossref

  27. Ayers  JW, Althouse  BM, Leas  E, Dredze  M, Allem  JP.  Internet searches for suicide following the release of ’13 Reasons Why.’   JAMA Intern Med. 2017;177(10):238-240. doi:10.1001/jamainternmed.2017.3333 ArticleGoogle ScholarCrossref

  28. de Sousa  DF, de Deus Quirino Filho  J, de Cassia Pires Bezerra Cavalcanti  R, Dos Santos  AB, Neto  MLR.  The impact of the ’blue whale’ game in the rates of suicide: short psychological analysis of the phenomenon.   Int J Soc Psychiatry. 2017;63(8):796-797. doi:10.1177/0020764017732595PubMedGoogle ScholarCrossref

  29. Bada  M, Clayton  R.  Online suicide games: a form of digital self-harm or a myth?   arXiv. Preprint posted online December 1, 2020. doi:10.48550/arXiv.2012.00530Google Scholar

  30. Shahram  SZ, Smith  ML, Ben-David  S, Feddersen  M, Kemp  TE, Plamondon  K.  Promoting “zest for life”: a systematic literature review of resiliency factors to prevent youth suicide.   J Res Adolesc. 2021;31(1):4-24. doi:10.1111/jora.12588PubMedGoogle ScholarCrossref

  31. Anderson  M, Vogels  EA, Perrin  A, Rainie  L. Connection, creativity and drama: Teen life on social media in 2022. Pew Research Center. November 16, 2022. Accessed May 20, 2024. https://www.pewresearch.org/internet/2022/11/16/connection-creativity-and-drama-teen-life-on-social-media-in-2022/

  32. Craig  SL, Eaton  AD, McInroy  LB, Leung  VW, Krishnan  S.  Can social media participation enhance LGBTQ+ youth well-being? Development of the social media benefits scale.   Soc Media Soc. Published online January 23, 2021. doi:10.1177/2056305121988931Google ScholarCrossref

33.Coyne  SM, Weinstein  E, Sheppard  JA,  et al.  Analysis of social media use, mental health, and gender identity among US youths.   JAMA Netw Open. 2023;6(7):e2324389. doi:10.1001/jamanetworkopen.2023.24389 ArticlePubMedGoogle ScholarCrossref

  1. Robinson  J, Cox  G, Bailey  E,  et al.  Social media and suicide prevention: a systematic review.   Early Interv Psychiatry. 2016;10(2):103-121. doi:10.1111/eip.12229PubMedGoogle ScholarCrossref

  2. Tadesse  MM, Lin  H, Xu  B, Yang  L.  Detection of suicide ideation in social media forums using deep learning.   Algorithms. 2019;13(1):7. doi:10.3390/a13010007Google ScholarCrossref

  3. Sumner  SA, Ferguson  B, Bason  B,  et al.  Association of online risk factors with subsequent youth suicide-related behaviors in the US.   JAMA Netw Open. 2021;4(9):e2125860. doi:10.1001/jamanetworkopen.2021.25860 ArticlePubMedGoogle ScholarCrossref

  4. Choi  D, Sumner  SA, Holland  KM,  et al.  Development of a machine learning model using multiple, heterogeneous data sources to estimate weekly US suicide fatalities.   JAMA Netw Open. 2020;3(12):e2030932. doi:10.1001/jamanetworkopen.2020.30932 ArticlePubMedGoogle ScholarCrossref

  5. Ayer  L, Boudreaux  B, Paige  JW, Holmes  P, Blagg  TL, Mendon-Plasek  SJ. Artificial Intelligence-Based Student Activity Monitoring for Suicide Risk: Considerations for K-12 Schools, Caregivers, Government, and Technology Developers. Research Report. RAND report No. RR-A2910-1. Published December 5, 2023. Accessed May 20, 2024. https://www.rand.org/pubs/research_reports/RRA2910-1.html

  6. Substance Abuse and Mental Health Services Administration. Center of Excellence on Social Media and Mental Wellbeing. Updated March 18, 2024. Accessed May 20, 2024. https://www.samhsa.gov/coe-social-media-mental-wellbeing

  7. The White House. A Proclamation on National Mental Health Awareness Month, 2023. Published April 30, 2024. Accessed May 20, 2024. https://www.whitehouse.gov/briefing-room/presidential-actions/2024/04/30/a-proclamation-on-national-mental-health-awareness-month-2024/

  8. 988 Suicide & Crisis Lifeline. Support on Social Media. Accessed May 20, 2024. https://988lifeline.org/help-someone-else/safety-and-support-on-social-media/

  9. Thorn  P, Hill  NT, Lamblin  M,  et al.  Developing a suicide prevention social media campaign with young people (The #Chatsafe Project): co-design approach.   JMIR Ment Health. 2020;7(5):e17520. doi:10.2196/17520PubMedGoogle ScholarCrossref

  10. Robinson  J, Bailey  E, Hetrick  S,  et al.  Developing social media-based suicide prevention messages in partnership with young people: exploratory study.   JMIR Ment Health. 2017;4(4):e40. doi:10.2196/mental.7847PubMedGoogle ScholarCrossref

  11. Rice  S, Robinson  J, Bendall  S,  et al.  Online and social media suicide prevention interventions for young people: a focus on implementation and moderation.   J Can Acad Child Adolesc Psychiatry. 2016;25(2):80-86.PubMedGoogle Scholar

  12. Christensen  H, Batterham  PJ, O’Dea  B.  E-health interventions for suicide prevention.   Int J Environ Res Public Health. 2014;11(8):8193-8212. doi:10.3390/ijerph110808193PubMedGoogle ScholarCrossref

  13. Fassi  L, Thomas  K, Parry  DA, Leyland-Craggs  A, Ford  TJ, Orben  A.  Social media use and internalizing symptoms in clinical and community adolescent samples: a systematic review and meta-analysis.   JAMA Pediatr. 2024;178(8):814-822. doi:10.1001/jamapediatrics.2024.2078 ArticleGoogle ScholarCrossref

  14. Lattie  EG, Stiles-Shields  C, Graham  AK.  An overview of and recommendations for more accessible digital mental health services.   Nat Rev Psychol. 2022;1(2):87-100. doi:10.1038/s44159-021-00003-1PubMedGoogle ScholarCrossref

  15. Kids Online Health and Safety Task Force.  Online Health and Safety for Children and Youth: Best Practices for Families and Guidance for Industry. Substance Abuse and Mental Health Services Administration; 2024.

 

(1) الجراح العام: الجراح العام الأمريكي هو طبيب الأمة، ويوفر للأمريكيين أفضل المعلومات العلمية المتاحة حول كيفية تحسين صحتهم وتقليل مخاطر الأمراض والإصابات، ويشرف الجراح العام على هيئة الضباط المفوضين بالخدمة الصحية العامة الأمريكية  (USPHS)، وهي مجموعة متميزة تضم أكثر من 6000 ضابط يرتدون الزي الرسمي وهم متخصصون في الصحة العامة. (المترجمة)

 

 

Loader Loading...
EAD Logo Taking too long?

Reload Reload document
| Open Open in new tab

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى