عصر الفراغ ..”انعكاسات الأزمة ومسارات الحل”
مركز الفيض لاستطلاع الرأي والدراسات المجتمعية
الفراغ ليس مجرد لحظة خلو من النشاط، بل هو مساحة تحمل أبعادًا نفسية واجتماعية ودينية وتنموية. في حياة الفتية والشباب العراقيين الذين تتراوح أعمارهم بين (11-20) سنة، يمثل الفراغ السلبي ظاهرة متفاقمة بفعل البطالة، ضعف التوجيه الأسري والتربوي، وغياب مؤسسات ثقافية وشبابية فعّالة.
يقضي الأعم الأغلب من الفتية والشباب في العراق ساعات طويلة أمام شاشات الموبايل والآيباد أو في المقاهي، واللعب في الطرقات.
والفراغ شعور بنقص الهدف والمعنى، تكتسب دراسته أهمية خاصة في مرحلة المراهقة وبداية الشباب، فمن منظور علم النفس التطوري، تؤثر أوقات الفراغ غير الموجهة على تشكيل الهُوية، فتمر هذه المرحلة بـ”أزمة الهُوية” كما وصفها إريك إريكسون، ويصبح الفراغ السلبي محفزًا للاضطرابات النفسية والسلوكية، وبعض الانحرافات بمستوياتها المختلفة.
واجتماعيًا، يعكس الفراغ غياب الانتماء والمشاركة، ويفتح المجال للعزلة والميول الإجرامية، كما يرى علماء الاجتماع بأن الانقطاع عن الأنشطة الاجتماعية والفراغ المعنوي يولد شعورًا بالاغتراب.
أما الرؤيا الدينية فتضيف بعدًا أخلاقيًا، والقرآن الكريم يحث على استثمار الوقت بالعمل المفيد والعبادة والتعلم، ويمكن الإفادة في هذا السياق من الآيات التي دلت على الأمر بالقراءة والعمل والسعي، هناك العديد من الآيات القرآنية التي تشير إلى أهمية العمل والسعي في الحياة، كقوله تبارك وتعالى في سورة البقرة (الآية 148) “وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” وهناك آيات أخرى صرّحت وأخرى ألمحت الى الامتداح والثناء على العاملين وأهل العلم والمجاهدين، ويردنا أيضا القول المأثور عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ” مَنِ استوى يَوماهُ فهو مَغبون، ومَن كان آخِرُ يومَيهِ شَرَّهُما فهو مَلعون، ومَن لم يَكُن على الزِّيادةِ فهو في النُّقصان، ومَن كان في النُّقصان فالمَوتُ خَيرٌ له” فيه إشارة واضحة الى العمل السعي قطع الطريق أمام أي لون من ألوان الرتابة والنمطية في الحياة وهدر الوقت وضياعه.
إن الفراغ السلبي يعني هدر الطاقات البشرية، بينما استغلاله بشكل مدروس يمكن أن يخلق جيلًا منتجًا، مبتكرًا، وملتزمًا اجتماعيًا.
أسباب الفراغ في السياق العراقي
الفراغ السلبي لدى الشباب العراقي له أسباب متعددة تشمل العوامل الفردية، الأسرية، التعليمية، والمؤسسية، وصولًا إلى الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
تلعب الأسرة دورًا مركزيًا في توجيه أوقات الفراغ، لكن كثيرًا من الأسر لا تتابع نشاط أبنائها أو تفتقد القدرة على توفير إشراف هادف، ويبرر كثير من أولياء الأمور بأن ضغوط العمل والالتزامات اليومية تجعل متابعة نشاط الأسرة لا سيما الأبناء شبه معدومة.
والمدارس من جهتها غالبًا ما تركز على التحصيل الأكاديمي فقط، دون تشجيع الهوايات أو المهارات اليدوية والفنية، كما أن عدم استقرار الوضع العام في العراق عامل جوهري، إذ يؤدي ارتفاع معدلات عدم الاستقرار إلى شعور بالإحباط واليأس، ويترك لدى الاشخاص لاسيما المراهقين والشباب شعورًا بالتشاؤم والسلبية وعدم وجود فرصة أمل في مستقبلهم.
غياب دور المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني يترك الفراغ بلا تنظيم، فيقتصر النشاط الشبابي على المناسبات الدينية أو الرسمية، دون توفير أنشطة مستمرة.
كما أن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي له دور مزدوج؛ فالاستخدام المفرط بلا هدف محدد يزيد من الفراغ العقلي والعاطفي، ويعرض الشباب لمحتوى غير هادف أو عنيف، ما يضعف الدافعية للتعلم والتطور واستثمار اوقات الفراغ باكتساب مهارات التفكير المتعددة، وقد يعزز الانعزال.
انعكاسات الفراغ السلبي “فقدان المهارات والإنتاجية”
في البعد النفسي، يؤدي الفراغ إلى شعور بالعزلة والوحدة، وانخفاض الثقة بالنفس، وفقدان الحافز والطموح، وأكثر من ذلك، يشكل الفراغ تهديدًا مباشرًا لفقدان المهارات الأساسية اللازمة لمواجهة الحياة المستقبلية، مثل التخطيط، التواصل، وإدارة الوقت، وهو ما أكدته الدراسات السيكولوجية الحديثة.
وايضا غياب الفرص المنظمة لاستثمار الطاقات يجعل الشباب عاجزين عن تحويل أفكارهم ومواهبهم إلى إنتاج ملموس، ويزداد احتمال الانخراط في أنشطة غير هادفة أو مضرة، إذ يقضي الأعم الأغلب من أبنائنا المراهقين والشباب ساعاتهم وايامهم بلا أي إنتاجية، ما يؤدي إلى تراكم المهارات الضائعة ويفقدهم فرص تطوير قدراتهم الإبداعية والمهنية.
من منظور تنموي، يمثل هذا خسارة كبيرة للموارد البشرية في المجتمع، بينما يمكن تحويل الطاقات إلى إنتاجية إذا وُجهت بشكل منظم، فالشباب هم المستقبل، واستثمار وقتهم وطاقاتهم هو استثمار لمستقبل المجتمع كله.
الفراغ السلبي يترك آثارًا على الفرد والمجتمع، وعلى المستوى السلوكي، فقد يدفع الفراغ الكثير من المراهقين نحو العنف، والانخراط في أنشطة غير قانونية، وانتشار التدخين وربما المخدرات، وقد وثق فريق العمل من الباحثين في المركز بعض المؤشرات والسلوكات الظاهرة على مجموعة كبيرة من المراهقين والشباب، من خلال الملاحظة المقصودة وإجراء بعض المقابلات المباشرة في مجموعة من المقاهي في بغداد (جانبي الكرخ والرصافة)، وقد أفرزت الملاحظة والمقابلات ارتفاعًا ملحوظًا وغير طبيعي للتواجد المفرط في تلك المقاهي وادمان الألعاب الإلكترونية من قبل مراهقين وشباب بأعمار مختلفة، وقد لوحظت كثير من التأثيرات والسلوكات السلبية لديهم أثناء تواجدهم، منها استخدامهم وبكثرة الألفاظ النابية والبذيئة وكذلك السلوك المختلط بإيحاءات لا اخلاقية، فضلا عن السب والطعن بلفظ الجلالة (تبارك وتعالى) والأسماء المقدسة للانبياء والائمة (عليهم السلام) لأبسط الأمور، مما يعكس تأثير الفراغ على السلوك الاجتماعي.
مسارات الحلول واستراتيجيات الاستجابة
لمواجهة الفراغ السلبي، هناك حاجة ماسة إلى استراتيجيات شاملة تجمع بين الأسرة، المدرسة، المؤسسات الشبابية، السياسات الرسمية، والتوعية الإعلامية.
اولا: على مستوى الأسرة والمدرسة، يجب تخصيص أوقات للأنشطة التربوية والهوايات، مع إشراك الشباب في مهام ومسؤوليات قابلة للتحقيق، ليشعروا بالمسؤولية والانتماء، إذ نحتاج من وزارة التربية والمديريات التابعة لها الى الدمج الحقيقي للنشاط الرياضي والفني ضمن المنهج، ما يوفر مساحات إيجابية لتوجيه طاقات الشباب.
ثانيا: على صعيد المؤسسات والمجتمع المدني، يشكل إنشاء النوادي الثقافية والرياضية خطوة مهمة لتوفير فضاءات منظمة وآمنة للشباب، مع مسابقات وفعاليات تعليمية وفنية، تعزز شعورهم بالإنجاز، وقد لوحظت مثل تلك الأنشطة بالتنسيق بين بعض المدارس (فكرة واعداد واشراف بعض الاخوة المعلمين والمشرفين) وبعض المنتديات التابعة لوزارة الشباب الرياضة في مدينة الصدر ببغداد، وإن كانت حالات قليلة جدا.
ثالثا: السياسات الرسمية لها دور أساسي من خلال دعم برامج التدريب والتوظيف، وتعزيز الشراكات بين القطاع العام والخاص لتوفير برامج تعليمية وترفيهية، مما يقلل الشعور باليأس الناتج عن البطالة، كما يجب توجيه الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي لتقديم محتوى هادف، وتعزيز مهارات التفكير النشطة والمشاركة الاجتماعية، مع حملات توعية حول إدارة الوقت واستثمار الفراغ بشكل إيجابي.
الاستنتاجات
الاستنتاج الأول: الفراغ ليس مشكلة فردية، بل هو مؤشر على فشل المنظومة المجتمعية، والمقال لا يقدم الفراغ على أنه مجرد خيار سيء من قبل المراهقين والشباب، بل يربطه بخلل منهجي في البنية الاجتماعية والتربوية والاقتصادية، وهذا يعني أن الفراغ الذي يعاني منه الشباب ليس نابعًا من إهمالهم الشخصي بقدر ما هو نتاج لبيئة لا توفر لهم الأدوات والفرص والمساحات اللازمة للنمو.
-
فشل الدور التربوي: المقال يسلط الضوء على قصور الأسرة والمدرسة، والأسرة غائبة بسبب “ضغوط العمل”، والمدرسة تركز على “التحصيل الأكاديمي فقط”، وهذا الفصل بين التعليم والحياة الحقيقية يخلق فجوة هائلة، فالشباب لا يتعلمون مهارات الحياة الأساسية مثل التخطيط وإدارة الوقت، ولا يجدون متنفسًا لمواهبهم، مما يجعلهم غير مستعدين لمواجهة تحديات المستقبل.
-
فشل الدور المؤسسي: يوضح المقال أن غياب المؤسسات الثقافية والرياضية والشبابية المنظمة يترك الشباب في فراغ تنظيمي، وهذا الفراغ هو الذي يدفعهم نحو الأنشطة غير المنظمة مثل المقاهي والألعاب الإلكترونية التي قد تكون بيئات غير صحية، وهذا يبرز أن الشباب ليسوا هم المشكلة، بل غياب الإطار المنظم الذي يوجه طاقاتهم هو المشكلة.
-
فشل الدور الاقتصادي: المقال يربط بوضوح بين الفراغ والبطالة، وعندما يرى الشاب أن مستقبله المهني غير مؤكد، يصبح أي جهد يبذله في تطوير نفسه لا معنى له، وهذا اليأس هو محفز أساسي لـ”الفراغ السلبي” الذي يدفع إلى سلوكات هدامة مثل العنف، والانخراط في أنشطة غير قانونية، وانتشار التدخين والمخدرات.
الاستنتاج الثاني: الفراغ السلبي يؤدي إلى فقدان “رأس المال البشري” للمجتمع، فالمقال لا يصف الفراغ بأنه مجرد وقت ضائع، بل يصفه بـهدر للطاقات البشرية، وهذا المفهوم عميق لأنه يركز على الخسارة الحقيقية التي يتكبدها المجتمع ككل، والفراغ هو ليس فقط مشكلة للشباب، بل هو تهديد مباشر لمستقبل الأمة.
-
خسارة المهارات والإنتاجية: المقال يؤكد أن الفراغ يمنع الشباب من اكتساب المهارات الأساسية مثل “التخطيط، التواصل، وإدارة الوقت”، وهذه المهارات ليست فقط للمستقبل الوظيفي، بل هي حجر الأساس للمواطنة الفاعلة، فعندما يفقد الجيل الجديد هذه القدرات سيصبح المجتمع عاجزًا عن الابتكار والتطور.
-
تغذية السلوكات السلبية: الفراغ السلبي ليس حالة خمول، بل هو بيئة نشطة لنمو السلوكات الهدامة، والمقال يذكر ملاحظات ميدانية في بغداد عن انتشار “الألفاظ النابية” و”السلوك المختلط بإيحاءات لا أخلاقية” في الأماكن التي يتردد عليها المراهقون والشباب، وهذا يكشف أن الفراغ ليس مجرد “لا شيء”، بل هو “شيء” سلبي ومُعدٍ يؤثر على النسيج الاجتماعي.
-
الدائرة المفرغة: الفراغ يغذي اليأس، واليأس يغذي الفراغ، والمقال يوضح أن عدم الاستقرار يؤدي إلى “الإحباط واليأس”، وهذا بدوره يترك لدى الشباب شعورًا بعدم وجود فرصة أمل، وهذه الدائرة المفرغة هي أصعب التحديات، لأنها تتطلب تدخلًا جذريًا لكسرها.
الاستنتاج الثالث: الحلول تتطلب تحولًا في الأولويات المجتمعية وليس مجرد برامج إضافية، فالمقال يقدم خارطة طريق للحلول، ولكنها ليست مجرد توصيات بسيطة، بل هي دعوة لإعادة ترتيب الأولويات على مستوى الدولة والمجتمع.
-
من التفاعل إلى التكامل: الحلول المقترحة لا تدعو إلى مجرد “تعاون” بين الأطراف، بل إلى “تكامل” حقيقي، والمقال يشدد على ضرورة “الدمج الحقيقي للنشاط الرياضي والفني ضمن المنهج”، وهذا يعني أن التعليم لم يعد يقتصر على الكتب، بل يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من التنمية الشاملة للفرد.
-
بناء المساحات الآمنة: الحل ليس في منع الشباب من استخدام الهواتف، بل في توفير بدائل أفضل، فالمقال يقترح إنشاء “النوادي الثقافية والرياضية” التي تكون “فضاءات منظمة وآمنة”، وهذا يقر بأن الشباب يحتاجون إلى مكان للتعبير عن أنفسهم، والمهمة هي توفير هذا المكان بشكل إيجابي.
-
دور الدولة كمنظم وميسر: المقال لا يضع المسؤولية كاملة على الأفراد، بل يطالب الدولة بدور أساسي من خلال “دعم برامج التدريب والتوظيف” و”تعزيز الشراكات بين القطاع العام والخاص”، وهذا يوضح أن الحل ليس في مجرد التوعية، بل في خلق الفرص الملموسة التي تجعل التغيير ممكنًا.
من خلال هذه القراءة واستنتاجاتها يمكن تقديم جملة من التوصيات العملية، منها:
اولاً: توصيات للأسرة والمدرسة
-
ينبغي على الأسر أن تخصص وقتاً ذا جودة للتواصل مع أبنائهم المراهقين، وتشجيعهم على استكشاف اهتماماتهم ومواهبهم خارج نطاق الدراسة.
-
نوصي الآباء والأمهات بأن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم في كيفية استثمار الوقت بشكل إيجابي، سواء عبر القراءة، ممارسة الرياضة، أو تعلم مهارات جديدة.
-
يُفضل أن تعمل المدارس على تفعيل الأنشطة اللاصفية مثل الصالونات الثقافية والرياضية والعلمية، لتكون جزءاً أساسياً من البيئة التعليمية.
-
ندعو إدارات المدارس إلى تنظيم ورش عمل دورية تركز على المهارات الحياتية، مثل التخطيط للمستقبل وإدارة الوقت، لمساعدة الطلاب على بناء شخصياتهم بشكل متكامل.
ثانيا: توصيات لوزارات الدولة
-
نوصي وزارة الشباب والرياضة بإنشاء مراكز شبابية مجهزة بكل المستلزمات في كل محافظة، لتوفير بيئة آمنة ومنظمة للشباب لممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية.
-
ينبغي تنظيم برامج ومخيمات صيفية بين مراكز المدن والأقضية والقرى والأرياف تركز على التعارف وتبادل الثقافات المحلية والخبرات فضلا عن المهارات العملية والقيادية، لاستثمار أوقات الفراغ بشكل مثمر.
-
ندعو وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى إطلاق برامج تدريب مهني مكثفة بالتعاون مع القطاع الخاص، لتأهيل المراهقين والشباب بمهارات مطلوبة في سوق العمل.
-
يُفضل تقديم الدعم المالي والفني للشباب الراغبين في بدء مشاريعهم الخاصة، وربط هذه البرامج بفرص التوجيه والإرشاد.
-
ندعو وزارة التخطيط إلى إجراء مسح شامل لاحتياجات الشباب الفعلية لتحديد أولويات البرامج والمشاريع التنموية.
-
يُفضل تخصيص الميزانيات الكافية لدعم مبادرات وبرامج الشباب في كافة القطاعات، لضمان تحقيق تأثير حقيقي ومستدام.
-
نوصي وزارة الصحة بإطلاق حملات توعية على نطاق واسع حول أهمية الصحة الجسمية والنفسية وتأثير اوقات الفراغ عليهما وتوفير خدمات استشارية مجانية أو بأسعار رمزية.
ثالثا: توصيات للمؤسسات الدينية والمنظمات المدنية
-
نوصي ديواني الوقف والعتبات المقدسة بإنشاء مراكز توجيه ديني واجتماعي للمراهقين والشباب، تقدم برامج الإفادة من الوقت وقدسية العمل وتعزز القيم الأخلاقية وتوجههم نحو الأنشطة الإيجابية.
-
ندعو إلى تنظيم حملات تطوعية في المناسبات الدينية، مما يعزز من روح الانتماء والخدمة المجتمعية لدى الشباب.
-
نوصي منظمات المجتمع المدني بتصميم برامج مبتكرة وإبداعية تملأ وقت فراغ الشباب، مثل ورش العمل الفنية، المسابقات الثقافية، أو نوادي النقاش.